أصبحت التقنيات العقاريّة جزءاً أساسياً من تطوّر السوق العقاري في العصر الحديث، ففي ظل الثورة التكنولوجية التي نشهدها، لم يعد القطاع العقاري يقتصر على المعاملات التقليديّة والطرق التقليدية في البيع والشراء، بل تطور الأمر ليشمل استخدام تقنيات مبتكرة تُسهم في تحسين الكفاءة وزيادة الشفافية وتسهيل الإجراءات من التطبيقات الرقمية مثل منصات البحث والتقييم العقاري، إلى استخدام الذكاء الاصطناعي في تقدير الأسعار وتحليل البيانات، مروراً بتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز التي تتيح للمتعاملين تجربة العقارات عن بُعد، بحيث تفتح هذه التقنيات آفاقاً جديدة في تحسين تجربة العملاء وتعزيز فعاليّة العمليات.
يُمكن تعريف التقنية العقاريّة على أنها منظومة مُتكاملة تعمل بها الشركات العقاريّة المُختلفة وفقًا لإتجاهات السوق تحديدًا الشركات مُتسارعة النمو والتي تُقدم مختلف الخدمات والمُنتجات المُبتكرة والمتنوعة في المجال العقاري التجاري والسكني، بحيث تُساعد هذه التقنيات في التعرّف على فرص الإستثمار والتأجير بالإضافة إلى معرفة كيفيّة التخطيط للعقار والمُدن وآلية تصميمها والعديد من الأمور الأخرى.
1- الإستخدام الذكي لبرامج تحليل البيانات:يُعتبر السوق العقاري سوق نشط تسود فيه الأسعار الثابتة، حيث تخضع فيه لتقلبات السوق وتتنوزّع العروض فيه عبر البوابات وبعض المنصات العقاريّة التي يُخاطب كل منها جمهور مُختلف، ومؤخرًا باتت بعض هذه المنصات والبوابات العقاريّة تتبنى تحليلات البيانات، وبذلك يُتاح لهم المجال للحصول على صورة واضحة للسوق العقاري من حجم البيانات الضخم الذي بحوزتهم.
2- الطباعة ثلاثيّة الأبعاد: الطباعة الثلاثية الأبعاد للمُراقبين تُعد التكنولوجيا الأكثر تأثيرًا على السوق العقاري، وذلك لأنه تمَّ استخدامها فيما سبق للجدران والطوب ومواد العزل وذلك يبدو مُفيدًا للغاية، وعلى الرغم من ان تقنية الطباعة ثلاثيّة الأبعاد لا تزال غير واسعة الإنتشار بعد فإنه تبدو جاهزة لإضافة مُساهمة كبيرة لمشكلة الإسكان في كوكبنا، بينما تُشكّل فرصة رياديّة للشركات المُلتزمة بتطبيق مثل هذه التقنية.
3- التركيز على تجربة المُستخدم:على الرغم من أن عملية شراء أصول العقارات تُعتبر شاقّة بعض الشيئ، بل تُعد حالة من اللايقين للبائع والمُشتري على حدٍ سواء، إلا أن هذه الحقيقة تبدو قابلة للتغير مع التقدّم الواسع والثقافة التي تتمحوّر حول المُستهلك في عالم العقار، كما تعمل شركات العقارات اليوم بجهد لإعادة تعريف تجربة المُستخدم لجعلها اسرع وأكثر مُلائمة لتفضيلات المُستخدم، بحيث تلجأ بعض شركات التسويق العقاري لإستخدام تقنية الموقع الجغرافي في محركات بحث تطبيقات هواتفهم، بحيث يتم إشعار المُستخدمين عند مرورهم بالقرب من عقار للبيع أو للإيجار بدلاً من مُتابعة الشوارع.
4- إنترنت الأشياء:برز مفهوم إنترنت الأشياء في الآونة الأخيرة حيث بدى مفهومًا غريبًا للإهتمام، فغالبًا ما نسمع إشارات حول هذا المفهوم دون دراية حول ماهيته وكيفيّة عمله، ويبدو القطاع العقاري بمثابة سياق تطبيقي يُسهّل فهم هذه التقنية من خلاله، وفي الواقع فإن مفهوم أتمتة المنازل بالنسبة للمنازل والمكاتب يأتي بموازاة التطوّر الطبيعي لأتمتة المنازل، والجدير بالذكر أن الجيل الحالي يتّم بزيادة الطلب على المنازل الذكيّة بحيث يبدو مفهوم انترنت الأشياء على ارتباط وثيق بتقنيات التواصل والهواتف الذكيّة، فعلى سبيل المثال ثمّة منظّمات حرارة تعمل وفق المعلومات التي يتم جمعها من مجسّات الحركة والتي تقوم بإشعار صاحب المنزل وساكنيه، إذا ما كان هُنالك شخص ما مُتواجد في الغرفة أو لا.
5- تقنيات الذكاء الإصطناعي:احدثت تقنيات الذكاء الإصطناعي الحديث ثورة ضخمة في جميع مجالات الحياة ولا سيّما في العقارات، حيث عملت على تحسين تجربة المُستخدم وسهّلت من العمليات المُختلفة داخل الأسواق العقاريّة، بحيث يتم استخدام هذه التفقنيات في تحليل البيانات الضخمة المتنوعة، كما تُساعد التقنيات الحديثة في الكشف عن مشاكل الصيانة المُحتملة ووفرت للمُستخدمين تجربة الواقع الإفتراضي.
6- الحوسبة السحابيّة: يُقصد بالحوسية السحابيّة توفير مُختلف الموارد التقنية للمعلومات بحسب الطلب عبر الإنترنت مع إضافة التسعيرة الخاصّة بالخدمات المُقدمة بحسب طبيعة الإستخدام فبدلاً من شراء خوادم خاصّة بالمعلومات والبيانات يُمكنك استخدام جهة وسيطة تعمل على حفظ هذه البيانات المُختلفة، ومن أهم فوائدها هي الحفاظ على المعلومات والبيانات في حال الكوارث والإختراقات التقنية أمّا عن استخدامها كتقنية عقاريّة فهي توفّر منصات وتطبيقات خاصّة تُتيح للمطورين والمُستخدمين من إدارة المحافظ العقاريّة بشكلٍ فعّال.