مدينة السلط هي من اهم المدن التاريخيّة التي تقع بين الصحراء الشرقيّة ومنطقة وادي الأردن، تقع مدينة السلط تحديداً في محافظة البلقاء شمال غرب العاصمة عمّان في المملكة الأردنيّة الهاشميّة، أُدرجت المدينة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، لما تتمتع به المدينة من تاريخ حافل ومزارات مميّزة تجذب السيّاح والسكان المحليين على حد سواء، من تصاميم معماريّة قديمة وزخارف تعكس صورة التسامح بين العائلات المسلمة والعائلات المسيحيّة، كما انها تتميّز بطبيعتها الساحرة التي تجمع ما بين الوديان الخضراء والصحراء الخلّابة، وأسواقها وأدراجها وممراتها وأبنيتها الأثريّة التي يبلغ عددها 657 مبنى تراثي.
تشتهر مدينة السلط بوجود العديد من الأماكن السياحيّة الجاذبة التي تعمل على رفد السيّاح من جميع المناطق حول العالم والسكّان النحليين لعموم الأردن ومحافظة البلقاء على حدٍ سواء، وتختف أنواع السياحة في السلط باختلاف معالمها، حيث تحتوي على معالم تخدم السياحة الدينيّة ومعالم ثقافيّة أخرى، ومن ابرز هذه الأماكن:
-شارع الحمام: شارع الحمام في السلط هو شارع تراثي تجاري مليئ بالدكاكين والمحال التجاريّة التي تتسم بالطابق التراثي العريق، وتم انشاء هذا الشارع عن طريق تجار كانوا قادمين من مدينة نابلس في عام 1881 ميلادي، وكان يضم هذا الشارع حمّاماً عاماً تراثياً، وهذا السببب الرئيسي في تسمية الشارع بهذا الإسم، وفي نهاية الثلاثينات من القرن العشرين تم هدم هذا الشارع وإزالته.
-تل الجادور: هو تل تم اكتشافه في مدينة السلط، يعود تاريخ تشييده إلى العصر البرونزي المتوسط، وتضم تلك المنطقة آثار لبقايا فخّار تعود للعصر البرونزي والعصر الروماني، وعين ماء تحت التل تسمى بعين جادور، بالإضافة إلى آثار بناء بيزنطي حُفر بالصخر تم اتخاذه ككنيسة عُرفت باسم كنيسة زينب، واحتوت جدرانه على مادة الجبس التي نُقش عليها فن الفريسكو، وبعد ذلك تحولت تلك الكنيسة إلى كهف مخصص لدفن الموتى من قِبل أهالي المنطقة.
-قرية رميمين: هي قرية شهيرة تقع شمال شرق مدينة السلط، تبعد عنها مسافة 15 كيلو متر، تتمتع تلك القرية بطبيعة فريدة من نوعها، نظراً لوجود الشلالات والينابيع، كما انها تضم بلدة تسمى بلدة جلعد، وهي بلدة تبعد عن مدينة السلط مسافة 25 كيلو متر، وتضم العديد من القبور الأثريّة، وشهدت تلك البلدة العصور الرومانيّة والبيزنطيّة والإسلاميّة.
-منطقة زي: هي منطقة تقع في شمال مدينة السلط، وتضم آثار تاريخيّة تتمثل بحجارة وأعمدة تحتوي على نقوش مميّزة تعود إلى العصور الإسلاميّة والبيزنطيّة، وتتميّز تلك المنطقة بإرتفاعها الذي يطل على عجلون وغور الأردن والضفة الغربيّة، وتنتشر في تلك المنطقة أشجار حرجية مثمرة، كما تحتوي على كنيسة بيزنطيّة تمتاز أرضيتها بالفسيفساء المرصع الذي يرسم أشكال حيوانات ونباتات، ورسومات تصوّر أجساد آدميّة كما أنها تحتضن العديد من المواقع السياحيّة الأخرى مثل تليلات الغسول وخربة كفرهودا.
-متحف السلط الأثري: هو متحف يقع في المركز التجاري لمدينة السلط، تم افتتاحه لأول مرة بقاعتين للعرض في عام 1986، إذ تحتوي قاعة المتحف على مجموعة من الفخار والآثار التي تعود للعصر النحاسي خلال الفترة ما بين 3300-4500 قبل الميلاد، كما انه يعرض آثار من الحضارة البرونزيّة خلال الفترة ما بين 2200-3300 قبل الميلاد، والعديد من الحضارات الأخرى التي تعاقبت على مدينة السلط الأثريّة.
-متحف السلط الشعبي: بيت أبو جابر أو متحف السلط الشعب يهو من المباني القديمة لمدينة السلط، تم انشاؤه بهدف عرض وحفظ التراث الشعبي لمحافظة البلقاء، يتميّز هذا المتحف بأنه يتكوّن من قسمين، وكل قسم منهما يمثّل كل منهما الحياة البدوية والحياة القروية للمدينة، بهدف إلقاء نظرة على ثقافة مدينة السلط القديمة والتقاليد الفريدة لمدينة السلط.
-شارع الستين: هو شارع ترفيهي يمتاز بطبيعة ساحرة وخلّابة، ويمتاز الجسر في شارع الستين انو يبدأ من شارع الستين وينتهي لجامعة البلقاء، لذلك أصبح وجهة سياحيّة اولى وأول مكان يتم زيارته في السلط، كما انه يمتاز بالأجواء المعتدلة في فصل الصيف وفي فصل الشتاء