السوق العقاريّ... تأثُّرِه بالكوارث الطبيعية وتأثيره على تغيّر المناخ

قطاع العقارات كغيره من القطاعات التجاريّة والصناعيّة الأخرى، والتي تتأثر بشكلٍ سريع وملحوظ بسبب الكوارث الطبيعية وتغيّر المناخ، وكما تتأثر بها تؤثر بها أيضًا على حد سواء، فكيف يتأثر القطاع العقاريّ بالكوارث الطبيعيّة؟، وكيف يؤثر على تغيّر المناخ؟ ستجدون إجابات هذه الأسئلة في هذا المقال.

الكوارث الطبيعية

من المعروف أن الكوارث الطبيعية هي أحداث قوية ومدمرة تحدث في الطبيعة مثل الزلازل والأعاصير والفيضانات والبراكين، ولها تأثير مباشر وقوي على حياة الأفراد على مستوى المنطقة التي تحدث بها بأكملها، كما تتسبب في خسائر في الأرواح والإصابات وتشريد الناس من منازلهم، بالإضافة إلى تسببها في تدمير البنية التحتية والممتلكات الشخصية.

يتأثر السوق العقاريّ بشكل كبير في حالات الكوارث الطبيعية، وخاصةً في حالات الفيضانات والأعاصير والزلازل، إذ يتمثل التأثير في حدوث الكوارث الطبيعية من أعاصير وفيضانات وتصحُر مما يهدد الثروة العقارية بشكل مباشر، بالإضافة إلى التضرر التدريجيّ للعقارات نتيجة الاختلال المناخي وارتفاع تكاليف الإقامة وانخفاض العائد على الاستثمار في العقارات، كما يؤدي إلى تغيّر في الطلب على العقارات في المناطق المعرضة للخطر، وأخيرًا تتضرر الممتلكات العقارية بشكلٍ مباشر وتتدهور قيمتها.

تغيّر المناخ

أما التغيّر المناخي فهو تغيّر طويل الأمد في نمط الطقس في الأرض، بما في ذلك الزيادة في درجات الحرارة والتغيّرات في نمط الأمطار، والذي بدوره يؤثر على البشر بعدة طرق، اذ يُمكّن أن يزيد من تكرار وشدة الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والجفاف والأعاصير. كما يؤثر على الموارد الطبيعية والزراعة.

ومن أهم أشكال التغّير المناخي، هي ظاهرة الاحتباس الحراري والتي من أبرز عوامل نشوءها هو القطاع العقاريّ، حيث ينتج عن النشاط العقاري في العالم ما يقرب من 39% من إجمالي الانبعاثات العالمية، 11% منها ناتجة عن مواد التصنيع المُستخدمة في المباني (بما في ذلك الصلب والإسمنت)، بينما ينبعث الباقي وهو 28% من المباني نفسها، عبر عملية تزويد المباني بالطاقة هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن القطاع العقاريّ يتأثرويتضرر بشكل ملحوظ من التغيّر المناخي والذي يتمثل في العديد من الآثار السلبية على صناعة العقارات، حيث يفرض تغييرات في مُتطلبات المُستأجرين والمُستثمرين، وتتغير قيمة الأصول والثروات، وأساليب تطوير وتشغيل العقارات بسبب التغير المناخي.

إذًا فإن تغيّر المناخ يمس كل جانب من جوانب صناعة العقارات، من ارتفاع الأسعار وامتداداً إلى انخفاض الإقبال على السكن بمناطق بعينها.

وأخيرًا وفي ظل الوضع الراهن وانتشار الكوارث الطبيعية بشكلٍ غير مسبوق بالإضافة التغيّر المناخي الحاصل، والذي يجب أن نغيّر في أنماط معيشتنا لتفاديه ومحالوة احتواءه والحد من تأثيره، يجب على صانعو سياسات القطاع العقاريّ حول العالم التحرك واتخاذ قرار، إما الاستمرار في البناء المُعادي للبيئة وتغذية ظاهرة الاحتباس الحراري ما يؤدي إلى انهيار القطاع العقاريّ، أو على العكس تأسيس مدن ومنشآت صديقة للبيئة تستطيع التكيّف مع ظاهرة الاحتباس الحراري، والحفاظ على الثروة العقارية في الأمد الطويل.