تُعد العاصمة الأردنية عمّان مركزًا اقتصاديًا وسكانيًا رئيسيًا في المملكة، وتشهد حركة عقارية نشطة تتأثر بالعديد من العوامل الإقتصاديّة والإجتماعيّة والجغرافيّة، ومع تزايد الطلب على السكن، خاصةً في ظل التوسع العمراني والنمو السكاني المستمر، أصبح فهم العوامل التي تؤثر على أسعار الشقق في عمّان أمرًا ضروريًا لكل من المستثمرين والمشترين على حدٍ سواء، تتنوع هذه العوامل بين الموقع الجغرافي، والبنية التحتية، والسياسات الحكومية، والتقلبات الإقتصادية، وصولًا إلى العرض والطلب في السوق في هذا المقال، سنتناول أبرز هذه العوامل ونحلل كيفية تأثيرها المباشر وغير المباشر على الأسعار العقارية في مختلف مناطق العاصمة.
1- الموقع
يُعد الموقع هو العامل الأساسي في تحديد أسعار الشقق، على سبيل المثال المناطق الراقية مثل منطقة عبدون، دير غبار، والصويفيّة تتميّز بأسعارٍ مُرتفعة نظرًا لموقعها المُتميز والمرافق الفاخرة المُحيطة بها، امّا المناطق التي تُعتبر ذات أسعار مُتوسطة ومُناسبة مثل منطقة خلدا، جبيهة، مرج الحمام فهي من المناطق الراقية لكنها أقل سعرًا مُقارنةً بالمناطق التي تمَّ ذكرها سابقًا، إلّا أنه يجب التنويه أن الشقق التي تقع في المناطق الراقية تشهد زيادة مُستمرة في الأسعار بسبب ارتفاع الطلب، بينما توفّر المناطق الناشئة فرصًا استثماريّة بأسعار أقل وعائدات مرتفعة على المدى الطويل.
2- العرض والطلب
عندما يكون الطلب على العقارات أكبر من عدد الوحدات المُتوفرة ترتفع الأسعار، وهذا الحال في العديد من المناطق المركزية والراقية في العاصمة عمّان، وتشمل المناطق ذات الطلب المرتفع عبدون، دير غبار، الصويفيّة والمناطق التي تقع بالقرب من الجامعات والمناطق التجاريّة تشهد أيضًا طلبًا مُتزايدًا على الإيجارات الأمر الذي يؤثر على أسعار البيع، والجدير بالذكر أنه إذا كان الإقتصاد في البلد قويًا فإن القوة الشرائيّة للمُواطنين والمُستثمرين تزداد باستمرار مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار امّا في حالة تباطؤ الإقتصاد فقد تنخفض الأسعار بسبب قلّة الطلب على الشراء.
3- البُنية التحتيّة
ترتبط البُنية التحتيّة ارتباطًا وثيقًا بأسعار الشقق فكلما تحسنت البنية التحتيّة كلما زادت أسعار الشقق، وكلما كانت المنطقة أكثر تطورًا من حيث الطرق والمواصلات والخدمات العامّة زادت قيمة العقارات فيها، ومن عوامل البُنية التحتيّة التي تؤثر على اسعار الشقق؛ سهولة الوصول إلى الطُرق السريعة والمواصلات العامّة، فالمناطق التي تتمتّع بطرق جيّدة وأسهل في التنقّل تكون أكثر طلبًا، بالإضافة إلى القرب من المرافق الأساسيّة مثل المولات، المدارس، المُستشفيات كلما كانت الخدمات أقرب كلما ارتفعت قيمة العقار.
4- حجم الشقة
غالبًا ما تكون الشقق الأكبر والمزودة بتصميم حديث تكون أغلى ثمنًا، فكلما كانت الشقة أوسع بتصميم داخلي حديث كلما ارتفع سعرها، بالإضافة إلى أن المُجمعات السكنية الحديثة التي توفّر مرافق إضافيّة مثل مواقف سيارات خاصّة، تُعد أمن على مدار الساعة وتشهد طلبًا أعلى، فضلاً عن المزايا الفاخرة التي تتمتع بها الشقق في الوقت الراهن منثل التكنولوجيا الذكيّة وجودة مواد البناء المُستخدمة في التشطيات مثل الرخام الفاخر والمطابخ الأوروبيّة جميع هذه الأمور تؤثر بشكلٍ مُباشر على السعر.
5- القوانين والضرائب العقاريّة
تؤثر رسوم تسجيل العقار والضرائب العقاريّة بشكلٍ كبير على التكلفة النهائيّة للعقار، فالحكومة الأردنيّة توفّر بعض الحوافز للمُستثمرين الأجانب مما يزيد بشكلٍ كبير من الإقبال على العقارات.
6- تكاليف مواد البناء
يؤدي ارتفاع تكاليف مواد البناء مثل ( الحديد، الإسمنت، التشطيبات) إلى زيادة أسعار العقارات بشكلٍ كبير، كما أن تقلبات قيمة الدينار الأردني تؤثر على القدرة الشرائيّة للمُستثمرين بشكلٍ كبير، لهذا السبب فإن شراء العقارات في فترة استقرار السوق أو قبل تنفيذ مشاريع البنية التحتيّة يُمكن أن يوفّر عوائد استثماريّة أفضل على المدى الطويل.