تُشكل العلاقة بين الطاقة والبيئة، رابطة محورية تُشكل استدامة كوكبنا، إذ يؤثر إنتاج الطاقة وإستهلاكها على النظم البيئيّة والمُناخ وجودة الهواء، مما يؤكد الحاجة المُلحة لإعتماد ممارسات صديقة للبيئة، كما أن مشاكل الطاقة ومشاكل البيئة ترتبط ارتباطًا وثيقًا ببعضها البعض، نظرًا لأنه يكاد يكون من المُستحيل إنتاج أو نقل أو إستهلاك الطاقة دون حدوث آثار بيئيّة ملحوظة، وفي هذا المقال المُقدم من منصة طابو العقاري نُسلط الضوء على توضيح الرابط المُشترك ما بين الطاقة والبيئة من حولنا.

من الآثار البيئيّة المرتبطة ارتباطًا مُباشرًا بإنتاج الطاقة واستهلاكها هو تلوث الهواء وتلوث الماء والتلوث الحراري والتخلص من المُخلفات الصلبة، ويُعد انبعاث ملوثات الهواء من احتراق الوقود الأحفوري هو السبب الرئيسي لتلوث الهواء في المناطق العُمرانية، كما أنه يوجد هُناك العديد من مشاكل تلوث المياه التي ترتبط باستخدام الطاقة، على سبيل المثال تُعد البقع النفطية من المشاكل الرئيسيّة التي تؤثر على البيئة بشكل مُباشر ففي عملية التعامل من البترول هُناك إحتمالية كبيرة في حدوث انسكاب للنفط إما على الأرض وإما في جسم مائي وبالتالي حدوث تلوث في المياه والتأثير على البيئة وصحّة الأفراد، كما يؤدي تعدين الفحم أيضًا إلى حدوث عدّة مشاكل في المياه فالتغير في تدفق المياه الجوفية الناجم عن عمليات التعدين يؤدي إلى اختلاط المياه الملوثة بالموارد المعدنية التي تتسرب من التربة مكونة مياه صرف معدنية حمضية، كما أن المخلفات الصلبة تُعد نتاجًا ثانويًا لبعض من صور استخدام الطاقة، حيث أن تعدين الفحم يتطلب إزالة كميّات كبيرة من التراب والفحم معًا، فبصفة عامة يُمكن القول بأن المشاكل البيئيّة تتزايد مع استخدام الطاقة ويُمثل ذلك مقترنًا بمحدودية قاعدة موارد الطاقة جوهر أزمة الطاقة.

انبعاث غازات الإحتباس الحراري

أكسيد النيتروز، وغاز الميثان هُما الرابط الرئيسي بين الطاقة والبيئة، حيث ينتج عن إحتراق الوقود الأحفوري للحصول على الطاقة هذه الإنبعاثات، لذلك فالتخفيف من انبعاثات الغازات الدفيئة أمرٌ في غاية الأهمية لتحقيق التوازن المُستدام بينهما.

تغير المُناخ

صناعة الطاقة هي سبب مهم ورئيسي لظاهرة الإحتباس الحراري، الأمر الذي يؤدي إلى تغيرات في أنماط الطقس وارتفاع مستويات سطح البحر، وزيادة الأحوال الجوية القاسية من مثل الأعاصير، موجات الحرارة، كما أن عواقب تغيّر المُناخ لها آثار بعيدة على النظم البيئيّة والمجتمعات البشرية.

جودة الهواء والماء

احتراق الوقود الأحفوري لا يؤدي إلى إطلاق غازات دفيئة فحسب بل أنه يُساهم أيضًا في تلوث الهواء من خلال انبعاثات الجسيمات، كما أن عمليات إنتاج الطاقة تقوم بدورها في تلوث مصادر المياه مما يؤثر سلبًا على النظم الأيكولوجية المائيّة.

إدارة المخلفات

إدارة المخلفات هي من العمليات التي تولد مصادر معينة للطاقة، مثل الطاقة النووية، نفايات مشعة وبالتالي تتطلب إدارة دقيقة وطويلة الأجل، بالإضافة إلى ذلك يُساهم انتشار الأجهزة الإلكترونية والتقنيات المتجددة في زيادة النفايات الإلكترونية، لذلك يُعد تنفيذ الأساليب الناجحة أمرًا في بالغ الأهمية للتخفيف من الأثر البيئي للأنشطة المتعلقة بالطاقة وضمان بيئة أنظف وأكثر استدامة.

استعمال مصادر الطاقة المتجددة له أثر كبير على البيئة، حيث أن بعض الدول المعتمدة على الفحم بدأت بالبحث عن طرق للتخلص التدريجي منه، الأمر الذي يستدعي اعتماد مصادر الطاقة النظيفة وما تقدمه من فوائد عديدة على البيئة ومنها الحفاظ على البيئة بتقليل معدلات التلوث الناتجة عن حرق مصادر الوقود الأحفوري وإنتاج غازات ضارة مما يُسبب انتشار أمراض الجهاز التنفسي، بالإضافة إلى حل مشكلة الإحتباس الحراري عند التحول الكامل أو شبه الكامل لمصادر نظيفة تُحافظ على مُناخ كوكب الأرض، وتقليل الإعتماد على مصادر الطاقة غير النظيفة، فبالإضافة إلى دورها في تلويث البيئة فإن التكنولوجيا المعتمدة على استخراجها من باطن الأرض تُسبب حدوث الزلازل.