مدينة الليث هي من مدن المملكة العربيّة السعوديّة التي تتبع لإقليم تُهامة على الساحل الغربي، وتبلغ مساحتها 25 الف كيلو متر مربع، وتعد من المدن التي تتمتع بأهميّة استراتيجية، نظراً لوقوعها في وسط مكة المكرمة، كما انها تعد حلقة وصل بين بقية مدن المملكة، تسمى مدينة الليث بلؤلؤة البحر الأحمر نظراً لطول ساحلها الذي يعد من اجمل شواطئ البحر الأحمر، وسميّت مدينة الليث بهذا الاسم نسبة إلى وادي الليث الذي تقع عند مصبه، ولها ميناء تاريخي ذكر في سير أبرهة الأشرم، وهو رافد من روافد الإقتصاد لمدينة مكة وساحل تهامة سابقاً.

يتصف مناخ مدينة الليث بأنه مناخ حار وجاف في فصل الصيف نظراً لأنه يقع في منطقة مدارية ، وعدم وجود غطاء نباتي فيها بالإضافة إلى الرطوبة العالية لأنها تقع بالقرب من البحر الاحمر، امّا في فصل الشتاء يكون المناخ معتدل ومتوسط وتهطل الأمطار بكميّات قليلة.

تقع مدينة الليث على التقاء جبل الحجاز بسهول تهامة على الساحل الغربي للملكة على مسافة 180 كيلو متر جنوب منطقة مكة وشمال مدينة القنفذة، وتتنوع تضاريس المدينة بين سهول ساحليّة في الغرب، ومرتفعات جبليّة في الشرق، وتمتد بين سهول ساحلية في الغرب ومرتفعات جبليّة في الشرق، حيث تمتد سهولها على امتداد القطاع الغربي لمسافات تتراوح بين 0-250 متر بين البحر الأحمر وجبال الحجاز، وهي مغطاة بمواد رسوبيّة ورمليّة ذات اراضي خصبة وصالحة لللزراعة، وتتراوح المرتفعات الجبليّة في المدينة بين 500-1500 متر وتوجد سلسلة مرتفعات جبليّة تبدأ من منطقة يلملم مروراً ببني زيد ومن اهم هذه الجبال جبال العمامة.

يهتم سكان مدينة الليث بالزراعة بشكل كبير، نظراً لتوفر مقومات الزراعة وهي خصوبة التربة ووفرة المياه، هذه الزراعة التي تقسم إلى موسميّة، واخرى دائمة، ومن اشهر منتجاتها الحبحب، الذي يزرع بعد هطول الأمطار مباشرةً، كما يعتمد اهالي المدينة على مهنة صيد السمك وهي من المهن القديمة لسكان مدينة الليث، فيصطادوا انواع مختلفة من الأسماك والروبيان، كما لاقت مدينة الليث تحول هائل في المباني العمرانيّة، حيث مرت بالعديد من المراحل الإنتقاليّة حتى اصبحت من المدن التي تضم الكثير من المباني التي صممت على النظام الحديث.

تنوع التضاريس، اتساع مساحة المدينة، كل هذه الأمور جعلت من مدينة الليث مكان سياحي مميز جاذب للسيّاح بشكل كبير خاصة لسكان المناطق الجنوبيّة القريبة منها مثل منطقة الباحة، وعسير، ويزور سكان هذه المدينة المناطق في فصل الشتاء والربيع، نظراً لمناخها المعتدل وللإستمتاع بالنشاطات الترفيهيّة العائليّة وزيارة الشواطئ البحريّة، ومن المعالم الُريّة المهمّة والمميزة في المدينة

- جزيرة جبل الليث: هي عبارة عن جزر مجانية تقع في جنوب المدينة وعلى بعد 22 كيلو متر من ساحل البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 4 كيلو متر، وهي موطن للعديد من الطيور البحريّة والنباتات العشبيّة.

- منتزه الماء الحار: نشأ هذا المنتزه منذ آلاف السنين، ويقع بالقرب منه العيون الحارة التي تصل درجة حرارتها عن المنبع إلى 60-70 درجة، كما تنمو بجانب هذا العين النباتات العطريّة كالاراك والأعشاب السطحيّة.

تضم مدينة الليث العديد من القرى ومن اهمها؛قرية حفار، قرية سلم الزواهر، قرية الشاقة الجنوبية، قرية الشاقة الشمالية، قرية أضم، قرية الوسقة، قرية غميقة، قرية طفيل، قرية سعيا، قرية السعد، قرية المجيرمة.

كانت مدينة الليث في القِدم ميناء تجاري، وظيفته استقبال الحجاج القادمين من مختلف بقاع الأرض، وفي ما بعد اصبحت مدينة تضم ميناء تجاري يستقبل مختلف انواع البضائع القادمة من جيزان، اليمن وسواحل افريقيا، وتصدير البضائع إلى مكة المكرمة وجدة من خلال السفن الشراعيّة.