مدينة الدواسر هي مدينة سعوديّة تقع في جنوب الرياض، وتبعد عنها مسافة 650 كيلو متر، وهي واحدة من اكبر مدن المملكة العربيّة السعوديّة من حيث المساحة والسكّان، إذ تبلغ مساحتها اكثر من 50 الف كيلو متر مربع، ويصل عدد سكانها إلى 150.000 نسمة، ويحدّها من الشمال مدينة القويعية، ومن الشرق مدينة السليل والأفلاج، ومن الجنوب مدينة نجران، ومن الغرب مدينة عسير ومدينة مكة المكرمة، وتعود نشأة المدينة إلى عام 783 هجري عندما اصبح عامر بن زياد اميراً لوادي الدواسر، كما تمتد المدينة بين خطي عرض 24.21 درجة شمالاً إلى 24.50 درجة جنوباً، كما تمتد بين خطي طول 37.30 درجة شرقاً وحتى 52.48 درجة شرقاً.
تعاقبت الحضارات والممالك على مدينة وادي الدواسر، وبحكم موقع مدينة وادي الدواسر الجغرافي الذي يصل جنوب شبه الجزيرة العربيّة بشمالها الشرقي كانت طريقاً للقوافل التجاريّة من مملكة سبأ ومعين وحضرموت، وحمير، وقتبان، وترحل إلى نجران ثم إلى الافلاج نهايةً باليمامة، وتتفرع منها إلى جهة الشرق باتجاه الخليج، او تتجه شمالاً إلى بلاد الشام، ووادي الرافدين، والعراق.
يتميّز مناخ مدينة وادي الدواسر بأنه مناخ شبه صحراوي، يتميّز بدرجات حرارة متوسطة، كما تتمتع المدينة بمناخ حار في فصل الصيف، وبارد في فصل الشتاء، حيث تصل درجات الحرارة في فصل الصيف إلى ما يزيد عن 45 درجة مئويّة، وتنخفض الحرارة في فصل الشتاء لتصل إلى اقل من 5 درجات مئويّة.
تعود تسميّة وادي الدواسر بهذا الإسم نسبة إلى وادي الدواسر الذي يقع في المدينة بالتحديد في الجهة الجنوبيّة للمملكة العربيّة السعوديّة وهناك من يقول انه تم تسمية وادي الدواسر بهذا الإسم نسبة إلى ابناء قبيلة الدواسر الذين كانوا يسكنوا في المكان، والبعض الآخر يقول بأنها تعود إلى اسم فرقة من فرق الجيش، التي كانت للنعمان بن منذر، ويقال بأن سبب تسميتها بهذا الإسم يعود إلى الدواسري أو الدوسراني وهو الجمل الضخم الشديد، وسميّ هذا الوادي بمُسميات عديدة اخرى على مر التاريخ، ومن هذه المسميات، العقيق، عقيق بني عُقيل، عقيق تمرة.
تضم مدينة وادي الدواسر العديد من المواقع الأثريّة الهامّة التي تجسد تاريخ المدينة، ومن هذه المعالم قصر الملك عبد العزيز التاريخي المعروف باسم قصر الإمارة، وقصر ربيع الذي يقع في قلب مدينة وادي الدواسر، ومن القصور الأخرى في مدينة وادي الدواسر قصر السلام، وهو مبنى ضخم يتميّز بطابعه المعماري المتفرد عن باقي الحصون والقلاع، ويضم اقواس كبيرة في الجزء الجنوبي من المدينة، كما يوجد في المدينة قصر بهجه وقصر أبو طوق، وقصر الحصين، وتضم المدينة متاحف فريدة ومنها متحف الصادرية الذي يعد ملك خاص للشيخ سلمان بن حمود الهدلاء والرجباني الدوسري، ويحتوي على ما يقارب الف عملة نقديّة تعود إلى عصور قديمة، بالإضافة إلى وجود اسلحة استخدمت بالمعارك الإسلاميّة، ومخطوطات تعود للحضارة السومريّة ومجموعة من الآثار من مختلف بقاع العالم.
- قرية الفاو الأثريّة: تبعد قرية الفاو عن مدينة وادي الدواسر مسافة 100 كيلو متر من الجهة الشرقيّة، وسميّت بهذا الاسم لتمييزها عن باقي القُرى المجاورة، وسميّت بمسميات عديدة مثل قرية ذات كهل وقرية وعرفت ب الفاو، حيث كانت تقع على الطريق التجاري الرئيسي الذي يربط جنوب الجزيرة العربيّة بشمالها وشمالها الشرقي، وكانت لها صِلات وثيقة مع ممالك جنوب الجزيرة العربيّة، مملكة سبأ وقتبان، وحضرموت، ومعين، وحمير.
- قرية الجو الأثريّة: تقع هذه القرية شمال غرب وادي الدواسر تحديداً في شمال الفرعة، وتعرف القرية محلياً باسم الملقطة، كما تضم القرية العديد من التلال الأثريّة عالية الإرتفاع التي تدل عليها بقايا الأحجار، والملتقطات السطحيّة، كما تحيط الرمال بالموقع من كل جهة، الأمر الذي يدل على انه هُجر منذ وقت بعيد.
- محمية ومتحف الشيخ عبدالله الفصام: تقع محمية عبدالله الفصام في مدخل مدينة وادي الدواسر، وقام مالك هذه المحميّة بتوفير الأجواء المناسبة التي تسخّر البيئة لتكون اجواءها ملائمة للحيوانات والنباتات التي اوشكت على الإنقراض، كما تضم العديد من الغزلان والوعول وعدد كبير من الأرانب البريّة والطيور كالنعام، بالإضافة إلى الزواحف مثل الضبان والنباتات البريّة كالسمر والغضى والرمث.