تقع ولاية تلمسان في شمال غرب الجزائر ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط لذا فهي مدينة ساحلية، وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 9061 كم² ، ويُقدّر عدد سُكانها نحو949,13 نسمة، وتحظى تلمسان بأهمية بالغة فهي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهميّة على مستوى الجزائر، وذلك لماضيها العريق والزاخر، إذ تُعدّ من المُدّن التاريخية الموغلة في القدم والتي يعود تاريخها إلى القرن الرابع الميلاديّ وحينها تأسست على يد الرومان، كما تُعدّ العاصمة الإسلامية للبلاد وذلك لما تنفرد به من مبانٍ فنيّةٍ تمتزج فيها فنون الحضارتين الإسلاميّة والأندلسيّة إذ يظهر بها جليًا الأثر الأندلسيّ الممتدّ من العصور الإسلاميّة القديمة.
أمّا بالنسبة إلى اسمها فيعود أصله إلى اللغة الأمازيغيّة، وهي تُعتبَر صيغةَ جمعٍ لكلمة تلماس، وتعني: جيبُ ماء، أو ينبوع، ومعنى تلمسان هو مدينة اليانبيع، وذلك دلالة على الطبيعة الجغرافية لها فهي تضمُّ العديد من الينابيع التي يتفجَّر منها الماء، ويُطلق على تلمسان عدّة ألقاب، ومن أشهرها لؤلؤة المغرب الكبير، ولقب غرناطة إفريقيا وذلك لتمتعها بالتاريخ الثقافي والمعماري العريق فهي حاضنة للفن المعماري الإسلامي على وجه الخصوص، كما تُعدّ مركز الفن والتاريخ والثقافة في الجزائر.
المناخ في ولاية تلمسان
يسودها المناخ المتوسطيّ والمناخ البحري القادم من البحر الأبيض المتوسط، لذا يكون فصلُ الشتاء قارسَ البرودة ورطب، أمّا فصل الصيف فيها فهو شديد الحرارة والجفاف.
السياحة في ولاية تلمسان
تشتهر تلمسان بجمالها وتاريخها العريق والزاخر بفن العمارة العتيق والذي تفوح منه رائحة عبق الماضي المجيد، بالإضافة إلى معالمها الطبيعية الخضراء الواسعة، وشواطئها النقية وفيروزية اللون، فهي الوجهة المثالية لمحبي الحياة الطبيعية والبرية، إذ تحتوي على مرتفعات جبلية عالية جداً، ومن أهم الوجهات السياحية في ولاية تلمسان:
متحف مدينة تلمسان للفنون والتاريخ
كان هذا المتحف عبارة عن مدرسة بُنيت بأمر من السلطان الزياني أبو تاشفين وتميزت بطابعها المعماري الآخاذ، وظلت مدرسة حتى تحولت إلى متحف يحتضن مختلف الآثار التي تعود للحضارات التي استقرت في الجزائر، فهو يتميز بعدد المقتنيات الآثرية التي لاحصر لها والتي تميزت بجمالها، ومن الجدير بالذّكر أن طريقة العرض المستخدمة في المتحف تشبه إلى حد كبير تلك التي تم اتباعها في متحف الحربية في دولة تركيا.
قصر المشور
أو القصر الملكي الزياني، كان المقرّ الرسمي السابق للسلالة الزيانيدية في ولاية تلمسان، وكان فيما مضى جزءًا من قلعة المشور الكبرى التي لم تعد موجودة اليوم، أهم مايميّز هذا القصر وماجعله وجهة سياحية معروفة هو نمط البناء المعاصر الذي استٌخدم فيه وجعل منه بصمة تاريخية في عالم العمارة، ويظهر ذلك جلياً في ساحات الفسيفساء والقباب والأقواس والأعمدة المتوجة للتي لا تزال تقف بشموخٍ حتى يومنا هذا.
الجامع الكبير
وهو رابع أقدم مسجد في الجزائر والذي يتوسط ولاية تلمسان، تمّ بناهء على يد سلالة المرابطين خلال فترة حكمهم في البلاد وبالتحديد تحت حكم السلطان يوسف بن تاشفين، وهو من المساجد الكبيرة والمهيبة، والذي يتميز بتصميمه المرابطي المهيب ، إذ اعتمد المصممون عند زخرفته على الرخام والخزف والخشب، وهو بهذا يشبه إلى حد كبير محراب جامع قرطبة الأندلسي.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي تحدثنا به عن العاصمة الإسلامية والزاخر بالثقافة ألا هي ولاية تلمسان، ونأمل بأنّ يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.