تقع ولاية المهدية جنوب العاصمة التونسية وتحديدًا شرق على الجهة الشرقية من ضفاف البحر الأبيض المتوسطـ وتبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 2.966 كم2 ، ويتجاوز عدد سُكانها الـ 410.812 نسمة، وللمهدية جذورٍ ممتدة على امتداد التاريخ، فهي شهدت فترات تاريخية متعاقبة منذ القدم، إذ دلت الآثار التي وجدت في البحث والحفريات الأثرية على التواجد الفينيقي والبوني والروماني، وذلك قبل العهد الفاطمي، وقد اتخذها الخليفة الأول عبد الله المهدي الفاطمي عاصمة لموقعها الجغرافي المميز وسميت بهذا الاسم نسبة إليه.
ومن الجدير بالذكر أنّه اختيار تم اختيار المهدية كمدينة نموذجية ضمن شبكة مدن ساحلية وتاريخية صغرى لمنظمة اليونسكو بالحوض المتوسط.
المناخ في ولاية المهدية
يسودها المناخ المتوسطي المعتدل والذي يتسم بنسبة من الرطوبة على مدار العام، ويكون فصل الشتاء معتدلًا أقرب إلى البرودة ويشهد هطولاتٍ مطرية مرتفعة، أمّا فصل الصيف فيكون حارًا ومشمسًا.
الاقتصاد في ولاية المهدية
يُعدّ القطاع الزراعي من الأنشطة الرئيسية في ولاية المهدية، وتشتهر الولاية بإنتاج العديد من المحاصيل الزراعية وأهمها اللوز إذ يغطي مساحة 23.000 هكتار، بالإضافة إلى زراعة الزيتون الذي يغطي مساحة 143.000 هكتار، فضلًا عن الثروة الحيوانية وتربية المواشي التي تساهم في إنتاج كميات كبيرة من اللحوم، ومن الأنشطة الاقصتادية الأخرى صيد الأسماك إذ تشارك الولاية بحصة 15% من الإنتاج الوطني في الأسماك.
السياحة في ولاية المهدية
تميزت ولاية المهدية بأنّها تُشرف على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وتضم المسطحات المائية التي تُضفي عليها رونقاً مميّزاً وتُسهم في تنوّع مزاراتها التي تُثري قطاع السياحة فيها، ولأنّها كانت موطناً للكثير من الحضارات القديمة فهي تزخر بالآثار والمعالم التاريخية الرائعة التي تروي الكثير من الحكايات التي حصلت عبر التاريخ، ومن أبرز الأماكن السياحية في ولاية المهدية:
مدرج الجم
وهو مدرج روماني قديم ضخم يمكنه استيعاب ما يصل إلى 35000 شخص، لذا فهو الأكبر من نوعه في شمال إفريقيا وواحد من أهم معالم تونس السياحية ومن أفضل الأمثلة على فن العمارة الرومانية المدرجة في العالم والذي يعود إلى القرن الثالث، وهو خير دليل على مدى عظمة روما الإمبراطورية، ويقصده آلاف السياح سنويًا للاستمتاع في المشي والتجول في أزقة عبق التاريخ، أو الصعود إلى أعلى مستوياته والجلوس والنظر في الساحة وتخيل المعارك والنزالات العظيمة التي حدثت في هذا المكان.
منارة المهدية
هي منارة من الدرجة الرابعة، تقع في رأس إفريقيا في ولاية المهدية، وتم تأسيسها في عام 1890، وهي تتألف من برج سداسي به معرض وفانوس متوسط الارتفاع، وقد تم تلوين محطة الإشارة بالكامل باللون الأبيض باستثناء الجزء العلوي من البرج، وقد نُصبت منارة المهدية فوق المقبرة البحرية، ويصدر مصباحها وهجاً أحمر كل خمس ثوانٍ.
دار الجم
وهي عبارة عن مجمع سياحي ترفيهي وثقافي ومتحف فني وورشة فسيفساء صغيرة تهدف إلى إحياء الفسيفساء التي تُعتبر تقليد فني كبير لتونس القديمة، ويقوم الحرفيون فيها بنسخ الفسيفساء القديمة وتستقطب الكثير من السياح لاسيما محبي الفنون التقليدية الرائعة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، والذي تحدثنا فيه سحر ولاية المهدية الساحلية، ونأمل بأن يكون غنيًا بالمعلومات القيمة.