مدينة الهياثم هي مدينة سعوديّة تقع في الجهة الشماليّة الغربيّة في مدينة الخرج وبالتحديد في قلب شبه الجزيرة العربيّة، كما أنها تقع بين واديين من أكبر الأودية وهما وادي نساح الذي يعد من أشهر أودية اليمامة، ووادي الهياثم الذي يعد عبارة عن تجمع لعدّة وديان منها وادي بلجان ووادي العين ووادي ماوات ووادي تمير ووادي اثيلان ووادي الوسط وادي برك ووادي العقيمي وتبلغ مساحته أكثر من 800 كيلو متر، وهي منطقة زراعيّة تحتل موقع متوسط في مدينة الخرج حيث يمر بها عدة طرق رئيسيّة مثل طريق رياض الجنوب وطريق رياض الخرج وطريق الخرج الدلم مما جعل المدينة مكان جاذب للإستثمار والمستثمرين على حدٍ سواء.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة الهياثم مدينة ليست بالحديثة فهي مأهولة بالسكّان منذ قديم الزمان حسب الآثار التي توجد في مدينة الهياثم، وتعد المنطقة الجنوبيّة في مدينة الهياثم منطقة يسكنها الناس منذ مدة طويلة ويوجد بها مسميات لا زالت تشهد على أسماء من سكنوها وعمروها مثل الشيحية والشدية والبجادية والسمارية، حيث شهدت هذه الأسماء على الأسر التي سكنت مدينة الهياثم وكان لها من الآثار ما يدل على سكّانها كأطلال منازل وآثار لقصور البجادي وآبار ومقابر والمنيصف التي تحتوي على آثار تدل على الحضارة التي قامت في مدينة الهياثم وتنم عن القوة بودود أسوار مُحصنة ومجموعة من البيوت والمزارع أمّا المدينة الحديثة يعود تاريخها إلى وقت قريب.
تجدر الإشارة إلى أن الشيخ فيصل بن حشر ومن معه أقااموا في مدينة الهياثم وأقاموا بها مساكن ومزارع، ومنذ ذلك الوقت وبدأ التطور العمراني والحضاري والزراعي يواكب التطور، وتم توزيع كافّة الأراضي السكنيّة والزراعيّة على كافّة المواطنين حتى أصبحت المنطقة تزخر بالمباني العمرانيّة الحديثة والمزارع والمشاريع الزراعيّة العملاقة مثل مشاريع زراعة القمح والخضراوت بالريّ المحوري والتنقيطط والزراعات المحميّة والمشاريع الحيوانيّة لتربية الأغنام والأبقار ومشاريع تربية الدواجن ومزارع الأسماك، حيث بلغت المزارع فيها إلى أكثر من 200 مزرعة وأكثر من 17 مشروع زراعي وتمتاز بالبيوت المحميّة، والجدير بالذكر أن مدينة الهياثم تساهم بما نسبته 20% من الإنتاج الزراعي على مستوى المدينة وتكثر فيها النخيل نظراً لوفرة المياه وخصوبة الأراضي، كما تنتشر في مدينة الهياثم المحلات التجاريّة والدوائر الحكوميّة ومركز الهياثم والدفاع المدني ومركز الشرطة والبلدية والمكتب الزراعي ومركز صحي الهياثم، ومدارس البنين والبنات وروضة أطفال، حيث بدأ التعليم في مدينة الهياثم في عام 1360 هجري، وانتشر قبل ظهور التعليم الكتاتيب التي كان يقوم عليها نخبة من المشايخ.
يبلغ عدد سكّان مدينة الهياثم حوالي 13 ألف نسمة تقريباً وتتنوع أنشطة السكّان حسب موارد البيئة الزراعيّة حيث تزدهر المنطقة بالألبان كمشروع ألبان المراعي ومشاريع الدواجن والبيوت المحميية لزراعة مختلف أنواع الخضار، بالإضافة إلى مشاريع الأعلاف والقمح نظراً لخصوبة الأراضي الزراعيّة وتوفر المياه وقربها من الأسواق، ويعمل بعض من أبناء هذه المنطقة في هذه المشاريع والبعض الآخر في القطاعات الجنوبيّة المختلفة ومنهم من يعمل بالتجارة.