خصائص الأراضي الزراعيّة

عندما يتوجهُ الأفراد إلى شراء أراضي بغرض الزراعة، فإنهم غالبًا ما يبحثون عن أُسس ومواصفات ممتازة، على سبيل المثال أن تكون نوعية التُربة جيدة وأن تكون المنطقة ذات مُناخ معتدل وموقع جيّد، وفي هذا المقال المُقدم من منصة طابو العقاري نُسلط الضوء على أهم الخصائص التي تتمتع بها الأراضي الزراعيّة.

التُربة

التُربة هي الركيزة الأساسيّة لإختيار أي أرض زراعية، ومع ذلك فإن ليست كل أنواع التُربة مُناسبة لزراعة المحاصيل الزراعية، حيث تتألف التربة المثالية للزراعة من 4 مكونات رئيسيّة وهي الماء، الهواء، المكونات العضوية، المكونات المعدنية، كما يُساعد وجود هذه المكونات بنسب متناسقة مع بعضها البعض على الإحتفاظ بالماء في التُربة بكميات مُناسبة وتصريف الفائض منها، ويُساعد على وصول الأكسجين إلى منطقة الجذور، كما يُساعد المواد الفعّالة على تسهيل نمو النباتات، بحيث تُساهم في توفير الدعم اللازم للنبات لإتمام نموه، وتختلف نسب هذه المكونات من تربة إلى أخرى، ويعود هذا الأمر إلى عدّة عوامل وهي المادة الأصلية المكونة للتربة، الوقت من السنة، المناخ، الكائنات الحية الموجودة فيها، وتضاريس الأرض، ويتم تقييم التربة عادةً بناءً على خصائصها الثابتة والمتغيرة، كما تعكس خصائص التربة الثابتة الصفات المتأصلة والمثلازمة لموقع محدد، كنسيج التربة ومحتواها من المعادن، والتصنيف الخاص بها، بحيث تتأثر هذه الخصائص بالتاريخ الجيولوجي للمنطقة والطروف المُناخية لها ومن العوامل التي تُحدد الخصائص الإنتاجيّة وجودة البيئة لهذه القطعة من الأرض هي التضاريس، الهيدرولوجيا، والمُناخ، امّا بالنسبة للخصائص المتغيرة للتثربة فيُقصد بها الخصائص التي قد تتغير خلال فترات زمنية قصيرة نسبيًا رُبما أشهر أو سنوات، أو رُبما عقود.

تصريف التربة

تتميّز التربة ذات التصريف الجيّد والسريع لمياه الأمطار عند هطولها بأنها الأفضل لنمو المحاصيل الزراعيّة، حيث تُساعد على حماية النباتات من العديد من الأمراض المُختلفة، على سبيل المثال تعفن الساق أو الجذور، إصاباتها بالآفات الزراعيّة ظهور العفن، موتها، كما يؤدي تجمع المياه وركودها وعدم تصريفها إلى خلق بيئة مُناسبة لنمو الحشرات المزعجة التي تتغذى على أوراق الأشجار كالمن والبعوض والرمل، والسماد والخنافس، كما يُمكن إضافة البيرلايت وغيرها من المعادن والمواد العضوية إليها لتحسين تصريف الأرض الزراعيّة، وقد تتطلب هذه العملية الكثير من الوقت والمال، لهذا السبب لا بُدَّ من الأخذ بعين الإعتبار قدرة التُربة على تصريف المياه عند شراء الأرض الزراعيّة.

المُناخ

المُناخ هو أحد العوامل الرئيسيّة التي تؤثر على عمليّة الزراعة، ويكمُن ذلك في تأثيره الواقع على جميع مكونات إنتاج المحاصيل، بما في ذلك المساحة المزروعة، وكثافة المحاصيل، ويُقصد بها عدد المحاصل المزروعة خلال العام الواحد، كما تختلف عناصر المُناخ الأساسيّة من منطقة إلى أخرى مثل هطول الأمطار، وتشكل الصقيع، ودرجة الحرارة وسُرعة الرياح، وإحتمالية تساقط البَرَد مما يؤثر في نوعية وإنتاج المحاصيل الزراعيّة، ويقوم مبدأ عمل هذه الخرائط على تقسيم المساحات إلى مناطق بناءً على درجة الحرارة بفارق 10 درجات مئوية بين كل منطقة وأخرى، وكُل منطقة ذات درجة حرارة معينة هي الأفضل لزراعة أنواع معينة من المحاصيل الزراعية فبعضها ينمو ويزدهر في المناطق الدافئة وبعضها الآخر على العكس من ذلك لا ينمو إلا في البيئات الباردة.

الموقع

يُعد الضوء من أهم الحاجات اللازمة للنباتات، حيث أنها تعتمد على الضوء في عملية البناء الضوئي لصنع الطاقة اللازمة لنموها وتكاثرها، لذا لا بُدَّ من الأخذ بعين الإعتبار بعض الأمور التي تتعلق بالضوء عند إختيار الأرض الزراعية المُناسبة، كاتجاه أشعة الشمس ومقدارها في جميع الأراضي الزراعيّة، كما يجب الإنتباه إلى المناطق الظليلة من الأرض التي قد تتكون بسبب وجود التلال أو الأشجار غير المخصصة للزراعة أو المباني وقد لا تُشكّل هذه المناطق مشكلة حقيقيّة في فصل الصيف، نظرًا لأن أشعة الشمس تصل بكميّات كبيرة على فترات طويلة للنباتات ولكنها قد تخلق مشاكل في أوقات أخرى من السنة عندما تبدأ الفترة الضوئية بالتناقص، على سبيل المثال الخضراوات يجب أن تُزرع في مناطق مُعرضة بالكامل لأشعة الشمس، إذ أنها بحاجة يوميًا إلى 6 ساعات على الأقل من التعرض لأشعة الشمس حتى تنمو وتُعطي محصولاً جيدًا.

الإنحدار

يميل الكثير من أصحاب الأراضي الزراعيّة إلى إختيار الأراضي المستوية غير المنحدرة نظرًا لسهولة حراثة الأرض فيها، وضمان عمل المعدات بشكل آمن، وقد لا يُشكّل انحدار الأرض مشكلة حقيقيّة لمن يرغب في تربية المواشي في تلك الأرضية، ولكن الأراضي شديدة الإنحدار التي تعد غير قابلة للحراثة تتطلب وضع إستراتيجيّات مُعينة لإدارة إنتاجيتها وتحديد الجهة المسؤولة عن إدارتها.