لؤلوة الجزائر... ولاية بجاية

صالدي والناصرية وبوجي، وأخيرًا لؤلؤة الجزائر، جميعها أسماء وألقاب ولاية بجاية الاستثنائيية، والتي تقع في شمال الجزائر وتحديدًا على ساحل البحر الأبيض المتوسط، تبلغ مساحتها حوالي 120٫22 كم2 ، أمّا عدد سُكانها فهو يتجاوز الـ 241,687 نسمة، وتحمل بجاية إرثًا حضاريًا وتاريخيًا لاسيما أنّها عاصرت مختلف الحضارات مثل الفينيقيين والرومان والوندال والبيزنطيين، غير أن شهرتها بدأت مع دولة بني حماد التي حكمت الجزائر بين 1014 و1152 ميلاديًا، وتأسست تأسّست كمدينة في عام 1974م على يد الناصر بن علناس.

المناخ في ولاية بجاية

يسودها المناخ المتوسطي، فيكون فصل الصيف حارًا وربط، أمّا فصل الشتاء فيكون قارس البرودة ويشهد تساقطًا غزيرًا للأمطار.

الاقتصاد في ولاية بجاية

وهي مدينة تجارية وصناعية، إذ تضم عدّة مصانع ومناطق صناعية، لمختلف المنتجات مثل المواد الغذائية، ومواد البناء، والبتروكيماويات والمستحضرات الكيماوية كالأدوية والمنظفات والمبيدات، كما تزدهر فيها الحرف التقليدية مثل النسيج والحرف اليدوية، لكن الزراعة تُعدّ مصدر الدخل الرئيسي لمعظم أهالي الولاية، وبالأخص زراعة الزيتون إذ قُدرت نسبة إنتاج الولاية لزيت الزيتون أكثر من 30 بالمئة من الإنتاج الجزائري.

السياحة في ولاية بجاية

تُعتبر ولاية بجاية عروس البحر لامتلاكها الإطلالة الأجمل والأكثر سحرًا على مياه البحر الأبيض المتوسط، فهي تتمتع بشواطئها النقية والعذبة والتي يقصدها آلاف السياح سنويًا للتمتع بها، كما تضم غابات الصنوبر الطويلة والتي يقصدها محبي الرياضة فهي الماكن الأمثل لمشي مساراتٍ طويلة بين أحضان الطبيعة، كما تزخر الولاية بمعالمٍ وآثارٍ تاريخية تعود لحضاراتٍ خلت وولت وظلت صامدة حتى يومنا هذا، ومن أبرز الوجهات السياحية في ولاية بجاية:

أبواب بجاية

كانت الولاية في عهد الدولة الحمادية وبالأخص عصر السلطان الناصر بن علناس تزخر بأبوبها العتيقة والكبيرة إذ كانت تمتلك 7 أبواب لم يتبق منها سوى بابين هما باب الفوقة وباب البحر، وهما الآن من أهم اماكن السياحة في بجاية.

مسجد سيدي موهوب

شهد هذا المسجد تحولاتٍ جذرية على مرّ تاريخ بجاية الطويل، فهو كان عبارة عن بقايا أثرية رومانية استغلها الأتراك لبنائه كمسجد ليتحول إلى كنيسة خلال فترة الاحتلال الفرنسي للجزائر، ثم يعود لهيئته كمسجد بعد استقلال الجزائر، وأصبح حاليًا من أهم الأماكن السياحية وأجملها إّ يتمتع بطراز معماري حديث، كما يضم مآذنتين شاهقتا الارتفاع.

متحف برج موسى

من أهم الأماكن السياحية في الولاية لاسيما أنّه يكشف الكثير عن مراحل تاريخ الولاية الطويل والعريق، ومن الجدير بالذكرأنّه كان برجًا في عهد الاستعمار الإسباني لبجاية خلال القرن 16 وامتد استخدامه خلال فترة الحكم العثماني للمدينة حتى حولته قوات الاحتلال الفرنسي إلى ثكنة عسكرية، إلى أنّ تم تحويله إلى متحفٍ يروي الكثير عما شهدته الولاية من أحداث وصراعات.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي تحدثنا فيه عن هذه المدينة الآسرة بجمالها، ونأمل بأنّ يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.