مهد الحضارات... ولاية سوق أهراس في الجزائر

تقع ولاية أهراس في الشمال الشرقي من الجزائر، وتُقدّرمساحتها بـ 4359.65 كم² ، ويصل عدد سُكانها إلى 483,656 نسمة، وينحدر سُكانها من أصول أمازيغية، إذ عمّرت القبائل البربرية مدينة سوق أهراس منذ العصور الأولى، كما شكّل موقعها الاستراتيجي سببًا عرّضها لأكثر من محتل خلال تاريخها منذ القرون القديمة إلى غاية الاحتلال الفرنسي، لذلك فهي مهد الحضارات العريقة.

ويعود أصل اسمها إلى امتزاج كلمتين، أولاهما عربية ''سوق'' وثانيهما بربرية '' أهراس'' وهي جمع أهر أي الأسد، وذلك لأنها اشتهرت بمختلف أنواع الحيوانات المفترسة، وبالأخص الأسود التي كانت تتخذ من غابات الولاية عرينًا لها.

المناخ في ولاية سوق أهراس

يسودها المناخ شبه الرطب، لذا فيكون فصل الصيف حارّ وجاف، أمّا فصل الشتاء فهو بارد ورطب ويشهد تساقطًا غزيرًا للأمطار والثلوج على حد سواء.

الاقتصاد في ولاية سوق أهراس

يرتكز اقتصاد ولاية سوق أهراس على النشاط الصناعي الذي ذائمًا ما يتطور ويزدهر، فهي تضم ثلاث مناطق صناعية، وتحتوي على مئات الشركات والمصانع ،ولعلّ من أهمها: محطة الطاقة الشمسية، و مصانع لصناعة أنابيب المياه والغاز، بالإضافة إلى مصانع المواد الصيدلانية وشبه الصيدلانية والتجميلية، وغيرها الكثير من المصانع التي تتنوزع مابين مصانع المواد الغذائية ومصانع مواد البناء ومصانع الأقمشة، كما تتميز الولاية بوجود مقدّرات كبيرة من الزنك والرصاص والحديد والكلس والصلصال والجبس والرمال، ومن الجدير بالذكر أنّها من أكثر الولايات الجزائية إنتاجًا للفلين.

وبالتأكيد لن ننسى النشاط الزراعي، فهي ولاية ذات طابع فلاحي غابي وروعي، فتتمتع بوفرة الأراضي الخضراء والصالحة للزراعة فيها، فبرزت واشتهرت بإنتاج الحليب فهي ثاني أكبر ولاية إنتاجًا له، وخامس أكبر ولاية إنتاجًا للقمح، فضلًا عن باقي المحاصيل الزراعية الأخرى كالخضار والفاكهة.

السياحة في ولاية سوق أهراس

تميزت ولاية سوق أهراس بكزنها تجمع بين الجمال الطبيعي الساحر والثراء الثقافي الزاخر، فهي تتربع
على أرض المرتفعات الشامخة والموروث الثقافي، فالتاريخ والحضارات التي توغلت فيها، فتحت للولاية أبواب السياحة الاستثانية، ماجعل الولاية تحتل مكانًا بارزًا ومتميزًا لها على خارطة السياحة الجزائرية، ومن أهم الوجهات السياحية في ولاية سوق أهراس:

الطبيعة الخلابة

وهى الوجهة المثالية لعشاق الهدوء والاسترخاء وسط أحضان الطبيعة وبعيدًا عن اكتظاظ المُدن وتلوثها، فهي موطن لمجموعة من المساحات الخضراء الواسعة وكثيفة الأشجارالمتنوعة مثل النخيل والبلوط، ومختلف أنواع الورود ذات الألوان الزاهية، كما أنّها تجذب أجمل أنواع الطيور والحيوانات البرية اللطيفة.

متحف هيبون

يعود تاريخ هذا المتحف إلى عام 1950، وهو من أهم المعالم الأثرية والتاريخية في الولاية، ويتميز باحتوائه على الكثير من الآثار التاريخية العريقة والتي تعود إلى العهد الروماني؛ كالأواني الفضية والنحاسية وغيرها من الآثار.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية المقال والذي تحدثنا به عن هذا الولاية الاستثنائية بتاريخها العريق وبطبيعتها الآخاذة، ألا وهي ولاية سوق أهراس، ونأمل بأن يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.