ولاية المدية في الجزائر...حيث عراقة التاريخ

تقع ولاية المدية في جنوب الجزائر، وتبلغ مساحتها حوالي 8866 كم² ، ويصل عدد سُكانها إلى 152,658 نسمة، ويُقدّر عمرها بما يزيد عن ألف عام إذ يعود تاريخها إلى عهد قديم أي حوالي 350 هـ، ومرّ عليها عبر العصور أحداثٍ كثيرة، وتعاقبت عليها مختلف الحضارات وسكنها الكثير من الشعوب أولهم البربر الصنهاجيون وهم من أصل أمازيغي، ثم دخلها الرومان وحكموها ومر بها الوندال وفتحها العرب بالإسلام، ولذلك تشتهر المدية اليوم باحتواءها على منتوجٍ ثقافي كبير، وبالنسبة إلى سبب تسميتها اختلفت الأراء وكثرت الروايات، لكن يُرجّح بأنّها سُميت بالمدية نسبة إلى أميرة رومانية كانت تحكم الولاية وكان اسمها مدية.

المناخ في ولاية المدية

يسودها المناخ المتوسطي شبه قاري، فيكون فصل الشتاء بارد ورطب وتتساقط الثلوج على المرتفعات وتغطي قمم الجبال، أمّا فصل الصيف فهو حارّ وجاف.

الاقتصاد في ولاية المدية

ولاية المدية من الولايات الرائدة في ميدان الصناعات التقليدية والحرف، وخاصة الفنية منها، مثل صناعة الخزف الفني وصناعة الزليج، والرسم على الحرير، وصناعة الحلي والمجوهرات، بالإضافة إلى صناعة الجلود والنسيج واللباس التقليدي والأحذية وغيرها الكثير من الصناعات التقليدية التي اشتهرت بها المدية، وذلك بجانب الصناعة الميكانيكية ومصانع الآجر والصناعة الصيدلانية، ومصانع المواد الغذائية، ولعلّ من أهم هذه الصناعات هي شركة إنتاج الطاقة بالغاز والتي تعمل على تصدير الغاز إلى أوروبا.

ولكن يتصدر القطاع الزراعي أهمية بالغة في اقتصاد المدية لكونه يساهم في تشغيل أكثر من 60٪ من الطبقة العاملة، وبسبب تنوع نمط الزراعة ما بين فلاحة جبلية في الشمال ومساحات سهبية واسعة في الجنوب، فإن المحاصيل الزراعية تنوعت لتشمل جميع الأنواع ولكن من أهمها محاصيل الحبوب من قمح وشعير وزراعة الكروم، بالإضافة إلى زراعة جميع الأشجار المثمرة من الفاكه والخضار، وذلك بجانب ازدهار الإنتاج الحيواني الذي يغطي احتياجات الولاية والولايات الأخرى من منتجات اللحوم والألبان والحليب ومشتقاته.

السياحة في ولاية المدية

اليوم تشتهر ولاية المدية ومسارات المشي الجميلة لاسيما مع المناظر الطبيعية الساحرة، تمتلك المدية إمكانيات سياحية غنية ورائعة إذ تمزج بين جمال طبيعتها ومساحاتها الخضراء وتضاريسها المتنوعة، وبين بعض خصائص الصحراء التي تحتوي عليها، وهي الوجهة المثالية للاستمتاع وخوض تجربة رائعة وسط الطبيعة، ومن أهم الأماكن السياحية في المدية:

المفاتحة

هي بلدة في ولاية المدية تعود بتاريخها إلى العصور الوسطى، إذ كانت مستوطنة لعدد من القبائل الذين اتخذوا من أرضها وطناً، واشتهرت اليوم وأصبحت وجهة سياحية رائعة لاحتواءها على عددٍ من المرافق التاريخية من بقايا قلاع وقصور وأبراج وزوايا.

شلالات زونداي

من المواقع المميزة خاصة لمحبي المغامرة والاستكشاف، إذ توفر العديد من المسارات متفاوتة الصعوبة والطول والتي يشرف عليها مغامرون مختصون على دراية ومعرفة كبيرة بطبيعة المنطقة والأراضي المحيطة بما فيها من مسارات وأسرار ومواقع مميزة للتنزه والاسترخاء.

بحيرة الضاية

من أجمل المَعالم الطبيعية التي يقصدها السُكان والسُياح لقضاء أوقات رائعة بين أحضان الطبيعة فتتميز البحيرة بمياهها المُتلألئة والمساحات الخضراء الشاسعة والجبال والتلال.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي نأمل بأن يكون ذو فائدة لكم.