ولاية وهران في الجزائر... حيث الأصالة والتاريخ العريق

تقع ولاية وهران في شمال غرب الجزائر على خليج بالبحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها حوالي 2114 كم² ، أمّا عدد سُكانها يصل إلى 935,947 نسمة وتتميز باختلاط الثقافات فيها إذ يقطنها المسلمون، والمسيحيون،والبربريون، والقبائل البدوية التي تختلف نمط حياتهم عن نمط الحياة الحضري السائد في نفس المدينة، وهي بهذا محطة التقاء الثقافات وزوال الفوارق.

ويعود تاريخها إلى عصور ما قبل التاريخ، رجح المؤرخون تاريخها تحديدًا في عام 902 م ، إذ تم استيطانها وتأسيسها على يد إثنان من البحارة الأندلسيين، ثم بدأت الحضارات والممالك تتعاقب عليها إذ سيطر عليها عدّة شعوب على امتداد التاريخ من البربر، إلى العرب، فالأوروبيين، فالعثمانيين، لذا فهي بمثابة الكنز الحضاري والذي أسهم في إثراء ثقافة الأمم .

أمّا بالنسبة إلى اسمها فالتفسير الشائع هو أنّ كلمة وهران هي مثنى اللفظة العربية وهر والتي تعني الأسد، فسُميت بهذا الاسم لأنه تم اصطياد الأسود في الساحل المتوسطي في الجبل المجاور لوهران .

المناخ في ولاية وهران

يسودها المناخ المتوسطي، فيكون فصل الصيف فيها جافًا ويتسم بنسيم البحر، أمّا فصل الشتاء فتكون درجات الحرارة فيه معتدلة وسماءٍ صافية.

الاقتصاد في وهران

تمتاز وهران بازدهار الأنشطة الاقتصادية فيها، وتنوعها، لاسيما أنّها تضم ميناءٍ نشطٍ وهام وهو ثاني أكبر ميناء في الجزائر بعد ميناء العاصمة الرئيسي، فتم استغلال هذا الميناء على نحوٍ جيد ابتداءًا من أنشطة الصيد واستغلال الثروة السمكية، وجذّب السياح إليه ببناء المرافق والخدمات حوله، وصولًا إلى نقل المسافرين ومحتلف البضائع.

كما يبرز القطاع الصناعي فيها ويظهر بشكلٍ جليّ ويتمثل في صناعة البتروكيماويات ومشتقاتها الطاقوية والمواد البلاستيكية هي المهيمنة على الساحة الاقتصادية، كما أتاح وجود النفط والغاز تنمية الصناعات المستهلكة للطاقة مثل صناعة الصلب ومواد البناء، بالإضافة إلى مصانع صناعة البلاستيك والصناعات الغذائية الزراعية وصناعة الخشب والورق والنسيج.

السياحة في ولاية وهران

تحتضن وهران الكثير من الأماكن الأثرية والدينية والثقافية القديمة والحديثة الجاذبة للسياح من مختلف المناطق، فهي مهد الحضارات العريقة التي توافدت عليها على مر العصور، كما تميزت بسحرها العربي الذي امتزجت معه ثقافة الغرب ، بالإضافة إلى تمتع بالعديد من الإطلالات المميزة على الساحل والمنحدرات، والمناظر الطبيعية لشوارعها المزينة بالأشجار، كأنها مدينة فرنسية، ومن أبرز الأماكن السياحية في وهران:

قلعة سانتا كروز

وهي إحدى التُحف المعمارية التي تحظى بقيمة تاريخية تشهد على قوتها ومناعتها وهران إذ تُعتبر من أجمل النماذج المعمارية ومن أشهر محطات الجذب السياح، ويعود تاريخها إلى القرن السادس على يد الاسبان إذ شُيّدت لتكون مركزاً لمراقبة ميناء وساحل مدينة وهران.

قصر الباي بوهران

يتوسط القصر قلب ولاية وهران، ويعود في تاريخه إلى العهد العثماني فقد بناه محمد باي أحد الحكام العثمانيين ليكون مقراً لحكمه، ورغم تعاقب العصور والسنين عليه، إلا أنّه مازال محافظًا على رونقه وجماله الذي استقطب آلاف السياح له.

سوق لاباستي

وهو من الأسواق الحيوية والذي يكاد لايخوا من الزوار ليلًا ونهارًا، فهو وجهة مثالية لمحبي التسوق العتيق بعيدًا عن المجمعات التجارية الكبيرة والعصرية، فيتيح لك تجربة لا تنسى أثناء المشي بين ممراته الزاهية بشتى ألوان المعروضات.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي نأمل بأنّ يكون ذو فائدة لكم.