تعرّف على ولاية القصرين في تونس

تقع ولاية القصرين في وسط غرب تونس، وتبلغ مساحتها الإجمالية 8260.0 كم2 ، ويصل عدد سُكانها إلى 287,000 نسمة، ويعود اسمها إلى العهد الروماني، وكانت بمثابة الجسر الذي مكّن الحضارات من العبور إليها عبر التاريخ، مثل الحضارة الرومانية، والبيزنطية، بالإضافة إلى الحضارة الإسلامية.

المناخ في ولاية القصرين

يسودها المناخ شبه القاري، ويكون فصل الصيف فيها حارّ وجاف نسبياً، أمّا في فصل الشتاء فتكون الأجواء قارسة البرودة ورطبة.

الاقتصاد في ولاية القصرين

تتنوع الأنشطة الاقتصادية في ولاية القصرين، إذ ينشط القطاع الصناعي فيها فهي تضم عدّة مصانع صغيرة للنسيج المُعد للتصدير، بالإضافة إلى مصانع الرخام والإسمنت الأبيض، كما تزخر في حقول النفط، والفسفاط، إلا أنّ القطاع الزراعي له مكانة متميزة في اقتصادها الجهة وذلك لدوره الهام الذي يلعبه في تحقيق الأمن الغذائي والمساهمة الفعلية في تكريس التوازنات الاقتصادية وتوفيرالأيدي العاملة بالإضافة إلى أهميته في الإنتاج والتصدير، لاسيما أنّ الولاية تحتل الصدارة في زراعات معينة منها البيولوجية وآخر فصلي وخاصة الطماطم والبطاطا بالإضافة إلى تخصصها في مجال الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى محاصيل الفواكه من التفاح والمشمش والتين الشوكي، فضلًا عن دورها المتميز في تزويد السوق الوطنية بالعديد من المنتوجات مثل الخرفان والعسل والزقوقو وزيت الإكليل، كما يُعتبر قطاع تربية الماشية فيها ثاني قطاع محوري في الاقتصاد الزراعي في الولاية.

السياحة في ولاية القصرين

تتمتع ولاية القصرين بالكثير من المزايا التي جعلت منها وجهة سياحية وثقافية وبيئية في آنٍ، فهي ذات تراث تاريخي وتنوّع بيئي وطبيعة ساحرة وغطاء حرجي رائع، كما أنّها غنية بالآثار القديمة التي تستهوي الكثير من مُحبي الهندسة المعمارية الاستثنائية، وبفضل طبيعتها الغابية وهوائها النقي ومياهها العذبة والحرارية فإنها تُشكّل وجهة استشفائية مثالية لكل من يبحث عن الراحة في أحضان الطبيعة، ومن أهم الوجهات السياحية في الولاية:

سبيطلة

وهي بلدة صغيرة تتوسط الولاية، وتشتهر بموقعها الأثري الروماني الرائع ومبنى الكابيتول الذي يتألف من ثلاثة معابد، وكانت هذه المنطقة مزدهرة بشكل لا يصدق في العصور القديمة، وهي اليوم تزخر بثروة من الكنوز التي تجذب علماء الآثار من مختلف أنحاء العالم.

حديقة جبل الشعانبي الوطنية

وتقع هذه الحديقة الجبل الذي يحمل الاسم ذاته، ونظراً لأهميتها في حماية النباتات المحلية والحيوانات المتنوّعة تم تصنيفها كحديقة وطنية عام 1980 ميلادي، وتُعتبر هذه الحديقة موطناً لـ 262 نوع من النباتات كأشجار البلوط والصنوبر الحلبي وإكليل الجبل والعرعر الفينيقي وغيرها، كما أنّها مسكن للزواحف والطيور ولـ 24 صنف من الثدييات كغزال الجبل وابن آوى والقطط البرية والثعالب وغيرها، إضافة إلى أنها تضم المتحف البيئي الذي يعرض آثار لحياة بشرية سابقة سكنت المنطقة.

موقع سبيطلة الأثري

له أهمية تاريخية كونه يوثّق المراحل والعصور التي مرّت بها الحضارات السابقة التي تعاقبت على أراضي الولاية، ويتألف من المسرح الروماني والحصون البيزنطية ومعبد الكابيتول والأقواس الرومانية المُهيبة، وذلك إلى جانب الحمامات العمومية والجسر المائي وأطلال سوفيتولا الرومانية الساحرة وغيرها من المعالم التي مازالت شامخة إلى يومنا هذا، ماجعله من أهم الوجهات السياحية في الولاية.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، والذي نأمل بأن يكون ذو فائدة لكم.