تقع ولاية الطارف في أقصى شمال شرق الجزائر ويحدها من الشمال البحر الأبيض المتوسط، وتبلغ مساحتها الإجماليّة 111.4 كم² ، ويزيد عدد سُكانها عن 408,414 نسمة وهم ذو أصولٍ أمازيغية، ويعود تاريخها إلى الفترة بين العصر الحجري القديم العلوي والعصر الحجري الوسيط حوالي 20.000 إلى 10 000 سنة قبل الحاضر، ومنذ العصور الإنسانية الأولى قامت القبائل البربرية في تعمير ولاية الطارف.
المناخ في ولاية الطارف
يسودها المناخ الرطب والمعتدل، وبسبب إطلالتها على البحر الأبيض المتوسط فإنّ التيارات البحرية الرطبة تتغلغل إلى الولاية، ويكون فصل الصيف فيها حارّ ورطب، أمّا فصل الشتاء فهو قارس البرودة ورطب ويشهد تساقط للأمطار بكمياتس متوسطة.
الاقتصاد في ولاية الطارف
تتعدد القطاعات التي تعتمد عليها ولاية الطارف في اقتصادها، فبرز فيها القطاع الصناعي، فهي تضم الكثير من المؤسسات الصناعية المختلفة، ومن أهمها مصانع إنتاج الخشب، ومصانع لتعبئة قارورات غاز البوتان، بالإضفة إلى مصانع للتجهيزات الخاصة لذوي الاحتياجات الخاصة فيتم إنتاج آلاف الكراسي المتحركة وغيرها من الأدوات الخاصم بهم، بالإضافة إلى الصناعات التحويلية مثل المنتجات الصيدلانية والغذائية والمشروبات الغازية والمنتجات الالكترونية، بالإضافة إلى إنشاء محطة تيرمو كهربائية.
و بما أنّ الطارف ولاية ساحلية من الدرجة الأولى فتم استغلال ميناءها على أتمّ وجه وذلك في أنشطة الصيد واستيراد وتصدير البضائع، ونقل المسافرين، بالإضافة إلى استغلاله في القطاع السياحي والترفيه.
كما يزدهر القطاع الزراعي في الولاية فهي تحتل مساحاتٍ واسعة من الأراضِ الزراعية ما ساهم بشكلٍ جليّ في التنمية الاقتصادية لها، ومن أهم محاصيلها الزراعية هي الحبوب بأنواعها والعلف، والطماطم الطازجة، ومن الجدير بالذكر أنّ أنّ ولاية الطارف من أهم الولايات في الجزائر لإنتاج العسل فهي تضم الآلاف من خلايا النحل ويمارس نشاط تربية النحل بشكل رئيسي فيها وذلك عبر آلاف هكتارات الصنوبر، وذلك بجانب الثروة الحيوانية التي تملكها الولاية والتي تساهم في إنتاج كبير من اللحوم الحمراء والبيضاء والحليب ومشتقاته.
السياحة في ولاية الطارف
تمتلك ولاية الطارف جميع المقومات التي تجعلها تحتل مكانة بارزة على خارطة السياحة الجزائرية، فهي تجذب الآف السياح لاسيما من محبي الطبيعة، وكل من وطأت قدماه أرض هذه الولاية ولو مرة واحدة ينبهر بجمالها ويقع في حبها، فهي من أروح الولاية خاصة لأنّها ولاية ساحلية تضم شواطئ نقية فيروزية اللون، وحدائق وطنية ساحرة ومجموعة متنوعة من البحيرات التي لا مثيل لها، بالإضافة إلى أماكنها التاريخية والأثرية التي تعود لمختلف الحضارات التي سكنتها، ومن أهم الأماكن السياحية في ولاية الطارف:
الحصن الفرنسي
وهو من أهم وأشهر المواقع الأثرية الموجودة في الطارف، ويعود تاريخه إلى عام 1552م وكان يُستخدم حينها كموقع تجاري للصيادين وكان ملكاً لتاجر فرنسي عمل على بنائه لتأمين تجارة عائلته ، وتميز الحصن بموقعه الجغرافي المميز فهو يطل على الشاطىء لذا ازدهرت اليوم تجارة المرجان عبره بشكل كبير، وأصبح من أهم المزارات السياحية في الواية إذ يتوافد عليه السياح لمشاهدة الآثار المتبقية منه والتعرف على تاريخه.
بحيرة طونغا
يتألف النظام البيئي في بحيرة طونغا من مياه مفتوحة يحيط بها نباتات مختلفة كالقصب والصفصاف، كما تتميز بوجود أشجار عائمة في المياه والتي لن تجد لها مثيلاً في أي مكان آخر في العالم، بالإضافة إلى أنّها تضم أكثر من 82 صنفاً من النباتات، بما في ذلك 32 نوعاً مهددًا بالانقراض، وذلك بجانب أنواع حيوانية مختلفة من حيث الشكل والموطن والحجم ويعتبر أبرزها طائر النحام الوردي الذي يأتي من كينيا لقضاء الشتاء في الجزائر كل عام، لذا يأتي السياح إلى البحيرة مخصوص في الشتاء للاستمتاع بمشاهدة هذا الطائر.
حديقة القالة الوطنية
تتميز الحديقة بإطلالتها على البحر الأبيض المتوسط، وهي واحدة من أكبر المتنزهات الوطنية في الجزائر، وتم تأسيسها عام 1983، واستطاعت أنّ تحتل مكانة بارزة لشدة تميزها وجمالها لذا تم الاعتراف بها كمحمية بيولوجية لليونسكو، فهي موطن لنظام بيئي فريد يحمي التنوع البيولوجي للنباتات والحيوانات والحياة البحرية غير الموجودة في أجزاء أخرى من أفريقيا.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي تحدثنا به عن ولاية الطارف الاستثنائية، ونأمل بأن يكون غنيًا بالمعلومات القيّمة لكم.