ولاية الوادي في الجزائر... حيث الصحراء وعبق التاريخ

تقع ولاية الوادي شمال شرق الصحراء الجزائرية، وتبلغ مساحتها الإجمالية 44.585 كم²، ويصل عدد سُكانها إلى 714,985 نسمة، وتعود الولاية في تاريخها غابر الأزمان، فتشير الدلائل والآثار إلى أنّها تعود إلى العصر الحجري، ومن ثم تعابقت على أراضيها مختلف الحضارات ابتداءًا من الأمازيغ والفينيقيون والقرطاجيون، وصولًا إلى إلى الاحتلال الروماني والوندالي فالبيزنطي والفتح الإسلامي، ماجعلها تزخر بتاريخٍ غني بالعراقة والثقافة، لاسيما أنّها كانت مستقرًا للصوفيون إذ كانوا يقصدونها لهدوئها.

المناخ في ولاية الوادي 

يسودها المناخ الصحراوي، ويكون فصل الشتاء فيها معتدل وميل إلى البرودة ليلًا، أمّا فصل الصيف فهو حارّ جدًا.

الاقتصاد في ولاية الوادي

يرتكز اقتصاد الولاية على محاصيلها الفلاحية المتنوعة التي تتمتع بجودتها العالية، إذ تتميز الولاية بزراعة النخيل عن باقي المناطق الصحراوية بخصائص فريدة من نوعها وتحتل المرتبة الأولى من حيث النوعية بين نخيل الجزائر بأسرها، كما كانت من أهم الموارد الاقتصادية لسكان المنطقة منذ القديم، وخاصة تمور دقلة نور والتي تُعتبّر مصدرًا هاما للعملة الصعبة في البلاد ويأتي تمر الغرس في الدرجة الثانية والذي يدخل في صناعة الحلوى، بالإضافة إلى شهرة الولاية في زراعة الزيتون والبطاطا لتغطية احتياجات سٌكانها.

السياحة في ولاية الوادي

لولاية الوادي خصوصية مذهلة، فهي ولاية استثنئاية لا مثيل لها، فهي تمتلك تنوعًا طبيعيًا رائع، والذي يفاجئ زوارها بروعة مناظرها الطبيعية وضخامة كثبانها الرملية التي تنتشر فيها الواحات الخضراء الخلابة، والصحراء الذهبية الساحرة، بالإضافة إلى البحيرات النقية، كما أنّها اشتهرت بتراثها الثقافي الغني والمتنوع ما بين فن العمارة والحرف، مما يجعلها منطقة جذابة للسياح من مختلف أنحاء العالم، ومن أهم الأماكن السياحية في ولاية الوادي:

الزاوية التجانية

يعود تاريخها إلى عام 1789، وهي مجموعة من المساكن المتلاصقة وتتميز بتصميم معماري عتيق، وهي من أهم المعالم بولاية الوادي لخصائصها العمرانية، خاصة القباب والمنارة شاهقة الارتفاع المذهلة، وأصبح من أهم المعالم السياحية في الولاية وذلك لقيمتها الحضارية والتاريخية على حد سواء.

صحراء وادي سوف

وهي واحدة من أكبر الصحاري في القارة الإفريقية، تتمتع بكثبانها الرملية الكثيفة وأجوائها الحادة شديدة الحرارة صيفاً، أما فصلي الربيع والخريف فهما مناسبان جداً للرحلات المختلفة والمسارات الشيّقة، وتم استغلال بشكلٍ رائع هذه الصحراء لتكون الوجهة السياحية الأبرز في ولاية الوادي.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي نأمل بأن يكون ذو فائدة لكم.