تقع ولاية جندوبة في أقصى الشمال الغربي من تونس، وتبلغ مساحتها الإجمالية 3102.0 كم2 ، ويزيد عدد سُكانها عن 40,147 نسمة، ومن الجدير بالذكر أنّ أصل اسم جندوبة هو بربري ويتكون من كلمتين الأولى جن ومعناها سوق والثانية دوبة ومعناها قمح، وفعلًا كان سُكانة جندوبة يطلقون عليها اسم سوق الأربعاء إذ أن السوق كان ولا زال ينعقد يوم الأربعاء.
المناخ في ولاية جندوبة
يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط، لذا يكون فصل الشتاء معتدل وماطر، أمّا فصل الصيف فهو حارّ ومشمس.
الاقتصاد في ولاية جندوبة
بسبب تميّز الولاية باتساع سهولها وجودة تربتها وكثرة سدودها، فهي تحتضن أكثر من ثلث المخزون المائي في تونس، وفيها أكبر الغابات المعروفة بسلسلة جبال خمير الممتدة من الجزائر وصولًا إلى بنزرت والتي تتمتع بخصوبتها وتنوّع فلاحتها وإنتاجها الزراعي الوفير وبمناطقها السقويّة الشاسعة والمتعدّدة، لذا فيرتكز اقتصادها على النشاط الزراعي والفلاحي والرعوي فيها، كما تُشارك جندوبة بنحو 4.7 % من الدخل القومي لتونس.
السياحة في ولاية جندوبة
تزخر جندوبة بعوامل الجذب السياحية التي تستهوي الكثير من السياح من مختلف دول العالم، ففيها المعالم الأثرية والتاريخية العريقة، وفيها الطبيعة الخلابّة التي تتألف من الوديان الكثيرة والأراضي الفسيحة، ومن أم الوجهات السياحية في ولاية جندوبة:
موقع بلاريجيا الأثري
وهو أحد معالم السياحة الثقافية في الولاية، والتي لم يتبقى منها في وقتنا الحالي سو أثار وبقايا تشهد على أكثر من 17 قرنًا من تاريخٍ أسسه النوميديون في نهاية القرن السادس قبل الميلاد على أبعد تقدير، والذي سرعان ما أصبح مقرًا ملكيًا، وأصبح من أهم المزارات السياحية وذلك لعراقته وأصالته ورائحة عبق التاريخ التي تفوح منه.
حصن طبرقة
وهو حصن تاريخي يعود بتاريخهِ إلى أكثر من ألف عام،والذي تم تأسيسه لأهداف عسكريةٍ بحتة، فهو يتميز بتصميمٍ عسكري من جدرانٍ ضخمة وساحات وباحات داخلية وأبراج مراقبة ومعاقل تدريب، كما يتميز بموقعه الجغرافي على قمة واحدة من أعلى القمم الجبلية المُطلة على جندوبة، والذي يُشرف على أجمل الإطلالات البانورامية عليها، ماجعله من أهم المعالم الرائعة في تونس.
عين دراهم
أو كما يطلق عليها البعض المدينة البيضاء، هي مدينة تتوسط ولاية جندوبة تتميز بطبيعةٍ خلابة، وتٌعد وجهة مثالية لمحبي الراحة والاستجمام في ربوع المناطق الجبليّة ذات المناظر الآسرة بعيدًا عن اكتظاظ وازدحام المدن الكبيرة، ولطالما تغنّى بها الشعراء، كأبي القاسم الشابيّ الذي كتب فيها قصيدته الساحرة "إرادة الحياة". وتتميز مدينة عين دراهم بتصميمها العمراني ذو الطابع القروي، إذ تتميز البيوت الخشبية المٌتراصّة بقرميد أحمر وتتربع على القمم الجبلية الغنية بالغابات الكثيفة كأشجار الحور وأشجار الصنوبر وأصبحت عين دراهم اليوم من أهم الوجهات السياحية والتي تجذّب آلاف السياح لاسيما الباحثين عن الهدوء والاستقرار.
وبهذا نكون قد قدمنا أبرز المعلومات عن هذه الولاية الفريدة والتي لا مثيل لها، ألا وهي ولاية جندوبة، ونأمل بأن يكون هذا المقال غنيًا بالفائدة.