تقع ولاية المنستير في شمال شرق تونس، تبلغ مساحتها الإجمالية 1019.0 كم2 ، ويصل عدد سُكانها إلى 71,546 نسمة، وتعود تسميتها بهذا الاسم، نسبةً لاتفاقية توأمة قد أُبرِمت مع مدينة مونستير الكائنة في ألمانيا، وتحديداً في عام 1969 ميلادي، وذلك للتشابه الكبير بين المدينتين، من حيث النشأة والتاريخ ومعالم كلٍ منهما.
المناخ في ولاية المنستير
يسودها المناخ المتوسطي المعتدل، ويكون فصل الصيف فيها شديد الحرارة والجفاف، أمّا فصل الشتاء فيكون بارد ويشهد تساقطًا للأمطار.
الاقتصاد في ولاية المنستير
تتميز المنستير بانصهارها في الاقتصاد العالمي من خلال تشابك نشاطاتها الاقتصادية مع مختلف البلدان الأجنبية، ويتسم نسيجها الاقتصادي بتنوع مجالاته إذ يحتل قطاع الخدمات المرتبة الأولى في نسبة المساهمة في المجال الاقتصادي في الولاية بنسبة 42.8 % تليها الصناعة المعملية بنسبة 39.5% وتحتل صناعة النسيج والملابس الجاهزة مكانة بارزة من حيث عدد المؤسسات واليد العاملة فيها، بالإضافة إلى قطاع السياحة الذي يعتبر من أهم ركائز اقتصاد الولاية إذ يمثل 12 % من طاقة الإيواء على صعيد تونس، وعلى الرغم من محدودية الأراضي الفلاحية إلا أنّ ولاية المنستير تحتل المرتبة الأولى وطنيًا من حيث الزراعات تحت البيوت المحمية.
السياحة في ولاية المنستير
تمتلك المنستير جميع المقومات والمؤهلات التي جعلت منها وجهة ومزار سياحي مثالي، إذ تزخر بالمعالم والمواقع الأثرية ذات الأصول التي تعود إلى العصور الوسطى، كما تمتاز بطبيعتها التي تخطف الأنظار لشدّة جمالها، فضلًا عن أنّها تُعتبر خياراً مميّزاً للسياحة البيئية ولممارسة الأنشطة الخارجية في أحضان الطبيعة، إلى جانب أنها ولاية مناسبة لكل من يرغب بالتعرّف على الحياة البدوية والفنون التقليدية الشعبية الخاصة بالجمهورية التونسية وذلك لاحتضانها عدّة متاحف رائعة، ومن أهم الوجهات السياحية في ولاية المنستير:
ضريح الحبيب بورقيبة
يعود إلى عام 1960، وهو مسقط رأس الحبيب بورقيبة الذي يُعدّ أول رئيس للجمهورية التونسية، ويتألف المبنى من منطقة مركزية يعلوها قبة ذهبية تحيط بها منطقتان يعلوهما قباب خضراء ومآذن مزدوجة مرتفعة، ويكمن رفات الرئيس في تابوت رخامي بُني في عام 1976 ووُضع في وسط الغرفة، ويوجد داخل الضريح أيضاً مقابر أفراد عائلة الرئيس المقربين، والتي تتميز بألواح رخامية بسيطة مثبتة على الأرض مع نقوش على الحائط.
جامع المنستير الكبير
وهو مسجد تونسي تاريخي يقع على مشارف المدينة المطلة على البحر، ويتميز بواجهات عالية مبنية من الحجر ومحاطة بإطارات النوافذ والأبواب، بالإضافة إلى أقواس تمتد على طول المحراب، ويتضمن المسجد غرفة صلاة ومئذنة، ولا يحتوي على فناء بداخله، ويتمتع المحراب بكونه مزيّن بزخارف من طراز الزيريين ونقوش كوفية وقوالب زهرية، وتتمثل إحدى خصائص المسجد الكبير في غياب قبة تعلو المحراب، وهو أمر نادر الحدوث في العمارة الإفريقية في العصور الوسطى.
متحف لمطة الأثري
يزخر المتحف بكميات كبيرة من الآثار والمقتنيات التي يتم جمعها، كما يتتبع المتحف أصول تاريخ لمطة ويضم المعرض الرئيسي فيه لوحات فسيفسائية رائعة، وقطع فخارية، ومنحوتات رخامية، وتابوت مسيحي وغطاؤه الرخامي المنحوت والذي يمثل المسيح محاطًا بالأشكال والرموز، ويلقي الأثاث الجنائزي البوني الضوء على الجوانب الرئيسية للحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، وكذلك على التقنيات المختلفة المستخدمة خلال تلك الفترة، كما تحتوي حديقة المتحف على بقايا الحمامات الرومانية الفاخرة.
وبهذا نكون قد قدمنا أبرز المعلومات حول ولاية المنستير ذات التاريخ المجيد، ونأمل بأن يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.