مدينة إشبيلية هي إحدى المُدن الإسبانية الواقعة في الجهة الجنوبية على ضفاف نهر الوادي، ترتفع عن مستوى سطح البحر مسافة سبعة أمتار، وتبلغ مساحتها حوالي 140 كيلو متر مربع، ويقطن فيها ما يزيد عن 7 آلاف نسمة، واكتشفت المدينة قبل أكثر من ألفيّ عام، وقام عليها العديد من الحضارات والشخصيات المختلفة، كانت تُعرف قديماً باسم هيسبالس، وما زالت المدينة تُحافظ على بعض الآثار والمعالم الرومانية فيها التي تدل على حضارة المدينة وعراقتها، وعلى الرغم من هزيمتها على يدّ القوطيون في الفترة ما بين القرن الخامس والقرن السادس للميلاد، إلا ان المسلمون استطاعوا أن يفتحوها في عام 712م، وشكّلوا مركز مهم لهم في الأندلس.
يعد المناخ الأساس لمدينة إشبيلية هو مناخ حوض البحر الأبيض المتوسط، وهي تُصنف كواحدة من أكثر المدن الأوروبية حراً ويبلغ متوسط درجة الحرارة في المدينة حوالي 18 درجة مئوية وفي شهر آب وأغسطس تصل درجة الحرارة إلى 36 درجة مئوية، ويكون الحد الأدنى 20 درجة مئوية، امّا في فصل الشتاء فيكون الطقس معتدلاً وتبلغ درجة الحرارة حوالي 16 درجة مئوية، ويختلف معدل هطول الامطار في السنة الواحدة ما بين 600-800 ملم، وتتركز في الفترة ما بين شهر تشرين الاول إلى نيسان، ويكون شهر كانون الأول هو اكثر الشهور الماطرة.
-الكزار الحقيقي: هو أحد المعالم المُدرجة في قائمة اليونسكو، وهو عبارة عن مجمع للقصور المبنية على الطراز المستوحاة من التراث المغربي للمباني غير الإسلامية، وهو ما زال يستخدم من قبل العائلة المالكة الإسبانية، ويُتيح للسائح مشاهدة الطابق العلوي من القصور من غرف وقاعات مقابل مبلغ مالي، كما يستطيع مشاهدة الحدائق والسقوف المنحوتة والإطلالات الرائعة في الفناء الخارجي.
-قصر المورق في إشبيلية: قصر المورق أو قصر المُبارك أو كما يُعرف بإسم قصر إشبيلية، يقع في جنوب شرق المدينة قُرب الكنيسة الكُبرى كان هذا القصر بالأصل حصن قام ببناءه المسلمون في إشبيلية، ثم تحول إلى قصر للحكم، أُدرج في منظمة اليونسكو في عام 1987 كموقع للتراث العالمي، اشتهر بنقوشه الجصيّة الجميلة والأعمدة الفارهة، تم بناء هذا القصر على الطراز المعماري الأندلسي.
-كاتدرائية إشبيلية: هي من أشهر الأماكن السياحية في إشبيلية، ومن أكبر كاتدرائيات القرون الوسطى في اسبانيا، بُنيت هذه الكاتدرائية عندما أًصبحت إشبيلية مركز تجاري رئيسي، وفي عام 2007 تم اختيارها كواحدة من كنوز مدينة إسبانيا الإثني عشر، وهي تمثّل اكبر معبد يُبنى على النط المعماري القوطي الذي يتجلى من خلال الأقواس الحادة المتتالية.
-قصر الحمراء: هو قصن أثري وحصن شيّده الملك المسلم العربي أبو عبدالله محمد الاول محمد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن نصر الأحمر بين عاميّ 1238-1273 في مملكة غرناطة، وهو من اهم المعالم السياحية في إسبانيا، تعود بدايات تشييد هذه القصر إلى القرن الرابع هجري، واستغرق بناؤه اكثر من 150 سنة، واستخدمت العناصر الزخرفية الرقيقة في تنظيمات هندسية كزخارف السجاد وكتابة الآيات القرآنية والادعية، وتُحيط بها زخارف من الجص الملون الذي يكسو الجدران وبلاطات القيشاني الملون ذات النقوش الهندسية التي تغطي الجدران.
-متحف الفنون الجميلة: يعتبر متحف الفنون الجميلة معرض انيق لمجموعة شاملة من اللوحات والمنحوتات الإسبانية والإشبيلية، ويرجع تاريخ تلك الأعمال إلى القرن الخامس عشر وحتى القرن العشرين، ومن اجمل اللوحات التي تتواجد في المتحف هي تلك اللوحات ذات الطابع الديني التي ترجع إلى القرن السابع عشر واللوحات التي تنتمي إلى الفن الأندلسي في القرن التاسع عشر.
-الإسكوريال في إشبيلية: هو متحف هام يقع على بعد 45 كيلو متر شمال غرب العاصمة الإسبانية مدريد، قام ببناءه فيليب الثاني ملك اسبانيا، واستوحى بناء الإسكوريال من هيكل سليمان، وتتألف مجموعة مباني الإسكوريال من قصر ملكي والدير والكنيسة والمعهد الديني والمتحف بالإضافة إلى عدد من الأبنية الصغيرة، وهي من اهم الصروح الملكية في أوروبا لضخامتها ومحتوياتها الفنية ومكتبتها الشهيرة التي تشتهر بالعديد من الكتب والمخطوطات القديمة وأعمال علمية وأدبية أخرى لعلماء عرب في القرون الوسطى، في عام 1948 تم إعلان الإسكوريال موقع تراث عالمي من قبل اليونسكو الأمر الذي جعله وجهة سياحية يتوافد إليها جميع السكّان من مدريد ومن المناطق الأخرى.
-برج الخيرالدا: يسمى ايضاً برج الجرس وهو برج قائم في إشبيلية بجانب كاتدرائية إشبيلية التي أسسها الإسبان بعد نهاية حكم البربر، ويبلغ ارتفاع البرج 97.5 متر ويمتاز بالتنوع الحضاري الذي يجمع بين الحضارة الإسلامية العربية والحضارة الغربية المسيحية، وهو عبارة عن مئذنة جامع سابقة، تتمتع ب 34 منحدر تؤدي إلى القمة بدلاً من الدرج، تم تصميمه حتى يتمكن المؤذن من ركوب حصانه والوصول إلى المئذنة لرفع الأذان.