مدينة قرطبة هي إحدى المدن الإسبانية التي تقع في مقاطعة قرطبة في الجهة الجنوبية من دولة إسبانيا، تحديداً على ضفة نهر الوادي الكبير، وتبلغ مساحة الأراضي في المدينة 1.255 كيلو متر مربع ، في فترة الحكم الإسلامي ازدهرت المدينة بشكل كبير حيث كانت عاصمة للدولة الإسلامية الأموية، ولقبت بجوهرة إسبانيا الحقيقية، ويبلغ عدد سكّان المدينة قُرابة 328.659 الف نسمة، تحدها من الشمال سلسلة جبال سييرا مورينا، ومن الجنوب مناطق ريفية شاسعة، ويتمبز مناخها بأنه متوسطي قريب من المُناخ القاري، حيث يكون صيفها شديد الحرارة والشتاء فيها معتدل.
تأسست مدينة قرطبة في عصر الجمهورية الرومانية في عام 206 وفي تلك الفترة أصبحت هي العاصمة الرسمية لولاية بيتيكا وبقيت تحت الحكم الروماني 700 عام وترك الرومان العديد من الشواهد الأثرية فيها، وعندما سقطت الدولة الرومانية اصبحت المدينة تحت حكم الغزوات الجرمانية وقبائل الوندال والآلان والقوط الغربيين، وفي القرن الثامن للميلاد دخل الميلمون إلى قرطبة بعد عدّة حروب مع البيزنطيين الروم وازدهرت المدينة في تلك الفترة بشكل كبير، ومن اول العصور الإسلامية التي حكمت المدينة هو عصر الولاة، ومن ثم العصر العباسي في عام 750، وبعد سقوط الدولة العباسية تولى حكم المدينة الأمويون في عام 756، وجعل الأمويين مدينة قرطبة عاصمة لهم، ولقب العصر في ذلك الوقت بعصر قرطية الذهبي، وفي اواخر العصر الأموي توالت الثورات على مدينة قرطبة مما أضعف حكم الدولة الأموية فيها، وفي بداية القرن الحادي عشر الميلادي اصبح الحكم في يد ملوك الطوائف والمرابطين، حيث قسموا المدينة إلى اثنا عشر دويلة، ووقعت المدينة في يد الملك المعتمد بن عبّاد وهو ملك إشبيلية، وفي منتصف القرن الثاني عشر الميلادي دخلت المدينة في عصر الموحدين لكن حكمهم لم يستمر طويلاً، حيث هزموا في معركة العقاب في عام 1212 وأصبحت المدينة تحت حكم مملكة قشتالة المسيحية، وبهكذا اصبحت المدينة تابعة لإسبانيا.
-مسجد قرطبة: يمثل هذا المسجد العديد من الأديان نتيجة تعرض قرطبة للغزو من قبل العديد من الأطراف، فالمعبد الروماني الذي كان في الأصل تحول لكاتدرائية القوط الغربيين، وفي القرن الثامن تحولت الكاتدرائية لمسجد عندما قام المغاربة بفتح المدينة، وفي وقت من الأوقات ضم هذا المسجد نسخة أصلية من القرآن، ثم تحول المسجد إلى كاتدرائية مرة أخرى في القرن الثالث عشر، عندما قام المسيحيون بغزو قرطبة، وقرروا الإحتفاظ بالعمارة الإسلامية للميجد واكتفوا بإعادة تسميته فقط.
-برج كالاهورا: هو عبارة عن جسر مكوّن من 16 قوس، يمتد هذا البرج على نهر الوادي الكبير في مدينة قرطبة، وهو من المعالم الأثرية الرومانية القديمة الباقية، كما يعد نقطة جذب سياحي للعديد من السيّاح، حيث يوفر فرصة الإستمتاع بإكتشاف متحف فيفو دي الأندلس، وكذلك معرفة العلوم والتقنيات الصناعيّة المتطورة والموسيقى القديمة والهندسة المعمارية الإسلامية.
-مهرجان الباحة: مهرجان الباحة أو مهرجان الفناء، وهو تقليد إسباني شهير بدأ في عام 1918 وهو تقليد فريد من نوعه في العالم، اصبحت تلك الباحات جوزء من التراث الثقافي العالمي، حيث تتم تغطية عدد من الشرفات وشبكات النوافذ بزهور كثيفة ملونة، من خلال مسابقة الشرفات التي تقام سنوياً من قِبل مهرجان الباحة وهو عبارة عن مسابقة بين سكّان قرطبة على جائزة اجمل فناء، ويكمُن جمال مدينة قرطبة بالكامل في شهر مايو خلال هذا المهرجان الشعبي، وتتميز ساحات تلك الفناء بنوافير متدفقة وتفاصيل معمارية مغاربية.
-الحديقة النباتية: هي من أجمل الأماكن السياحيّة في مدينة قرطبة، وملاذ مثالي في قلب المدينة، تتيح لك الحديقة فرصة الإستمتاع بمشاهدة مجموعات متنوعة من النباتات الجميلة مثل نباتات إكليل الجبل ونباتات التوت البري والنباتات العطرية والطبيّة والخضراوات بالإضافة إلى اشجار الفاكهة والنافورات والمساحات الخضراء الواسعة للإسترخاء والتأمل في تلك الطبيعة الخلّابة.
-متحف قصر دي فيانا: قصر دي فيانا هو قصر شهير يتكون من اثنتي عشرة باحة، مصمم على الطراز الأندلسي الذي يضم مجموعة من النوافير والأثاث العتيق، يعود تاريخ هذا القصر إلى القرن الخامس عشر، وفي ذلك الوقت هو متحف يتميز بالديكور الأصلي للمالكين السابقين، حيث يقدم هذا المتحف فرصة رائعة لإكتشاف مجموعة رائعة من اللوحات، وأطقم العشاء والفسيفساء والمنسوجات والبلاط المزخرف، والأسلحة النارية، علاوةً على احتواءه على مجموعة رائعة من الأعمال الجلدية المزخرفة، ومكتبة تعود إلى القرن السادس عشر، وبذلك أصبح المتحف من اهم المزارات السياحيّة في قرطبة.
-متحف قرطبة الأثري: هو أحد المتاحف الأثرية التاريخية المهمة في قرطبة، حيث يضم ما يزيد عن 3000 قطعة أثرية إسبانيّة تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، بالإضافة إلى العناصر الأيبيرية القديمة مثل المنحوتات والنقوش والفن المغربي والآثار الرومانيّة، بالإضافة إلى المنازل وورش العمل التي يعود تاريخها إلى العصور الوسطى، علاوةً على القطع الإسلامية والقوطية وعصر النهصة، كذلك تحتوي على أكبر مسرح في إسبانيا الرومانية.