محافظة البحر الأحمر... مابين السياحة التاريخية والترفيهية

محافظة البحر الأحمر تُعدّ من أكبر محافظات مصر، كما أن جميع قراها ومدنها تطل على ساحل البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها 119 ألف كم² ، أى حوالي ⅛ مساحة مصر تقع ضمن حدود دولة مصر، أما عدد سكانها فيُقدّر نحو 396.040 نسمة.

ولموقعها الاستراتيجي والذي يمتد عى ساحل البحر الأحمر وبعمق الصحراء الشرقية وصولًا إلى وادي النيل، أهمية بالغة لأمن مصر القومي خصوصًا وأمن المنطقة العربية بصفة عامة، بالإضافة إلى أنها بمثابة منفذاً للصادرات والواردات لمحافظات الوجه القبلي، وميناء بحري لحجاجها.

تمتاز هذه المحافظة بأهميتها الاقتصادية الكبرى، إذ تُساهم في إنتاج مانسبته 75% من الغاز الطبيعي والبترول، بالإضافة إلى احتواءها على العديد من المعادن، والخامات وأحجار الزينة، ومن أهم المعادن المتوفرة فيها هي: الذهب، والرخام، والحديد، والوفسفات، بالإضافة إلى اكتشاف الكوارتز في مناطقها، والفوسفات، بالإضافة للعديد من المواد الخام مثل النحاس، والمايكا، والجبس، والرمال، والجرانيت، والألمينيوم.

وبما أنّ محافظة البحر الأحمر منطقة ساحلية وتحتوي على العديد من الموانىء التي تُعدّ من أفضل المنتجعات السياحية، كما أنّها تمتع بطقسها الدافىء والمشمس أغلب أوقات السنة، عملت جميع المميزات على جعلها وجهة سياحية فريدة من نوعها، يقصدها جميه محبي الأنشطة المائية مغامرات الغوص وصيد الأسماك، وركوب الأمواج، إذ تضم المحافظة 150 مركزًا مخصصًت للغوص.

وبالتأكيد لا يُمكن لأي مدينة مصرية أن تخلو من السياحة التاريخية، إذ جميع أراضي مصر تحكي عن عراقة الماضي وآصالة ما مرّ بها من حضارات، وتتمثل السياحة التاريخية لمحافظة البحر الأحمر بزيارة الأماكن الأثرية المنتشرة في المدينة، والتي من أهمها:

مدينة القصير

مدينة تعود للملكة حتشبسوت، وكانت في العصر الفرعوني تُستخدم لأغراض التنقيب عن الذهب، بالإضافة إلى أنّها مدينة ترفيهية ذات شواطئ نقية ومياهها صافية، كما تحتضن العديد من شعب المرجانية، إلا إنها تحتوي على آثار ترجع للعصر الفرعوني وعصر الملكة حتشبسوت والقبطي والإسلامي والروماني على حد سواء، بالإضافة على احتواءها على منجم للذهب، وقلعة تعود لعام 1977م.

دير الأنبا انطونيوس

وهو أول دير تم تشييده في العالم, وسُمي بهذا الأسم نسبةً الى الراهب أنطونيس، الذي يعتبره الأقباط في مصر أبو الرهبان، حيث كان أول راهب في العالم، ويحتوي هذا الدير على 7 كنائس، ويشتمل على 75 قبة ، بالإضافة إلى 3 أسوار تعود لأزمنة قديمة مختلفة، ويحتوي على بئر مقدس ومتحف، ومنحوتة عظيمة للأنبا أنطونيس, وأيقونة للسيد المسيح.

دير الانبا بولا

يعود تأسيسها للقرن الـ6 الميلادي على يد محبين الأنبا بولا، إذ كان أول من هرب من إضطهاد الكنيسة، وذهب الأنبا بولا الى الصحراء وعاش فيها ولا احد يعلم كيف عاش وتأقلم في الصحراء ومات فيها.

محمية صمداي

تحتوي على أكثر من 5000 دولفين، وتمتاز بالشعاب المرجانية الرائعة التي تنام بمنتصفها الدلافين نهاراً، كما تٌعدّ من أكبر محميات الدلافين في العالم وأجمل مناطق السياحة في البحر الأحمر.

مدينة مونس كلوديانوس

مدينة رومانية تحتوي بقايا جدران ورخام أحمر إستخدمه الفراعنة والرومان، زيارة هذه المدينة تُمكنك من رؤية بقايا المدينة التي هي عبارة عن منازل قريبة أنتجت أزقة ضيقة، وبقايا معبد غير مكتمل وخزان للمياه وأرض زراعية وإسطبلات.

وادي الحمامات

وهو نهر جف بمرور الزمن، وأصبح ضيق متعرج إرتاده القدماء المصريينومن خلاله يُمكن رؤية ما تبقى من أكواخ عمال قدماء المصريين وعلى جانبها ألواح مكتوبة باللغة الهيروغليفية التي تعود لعصر الأسرة الخامسة.

وأخيرًا، فإنّ محافظة البحر الأحمر هي الوجهة المثالية التي تجمع بين السياحة التاريخية والسياحية العصرية والتي تتمثل بجميع الأنشطة والمغامرات المائية.