تأثير طول الشخص على إحتمالية إصابته بأمراض القلب "هل هناك علاقة ما؟

هل كنت تتصور أن طول الشخص له علاقة بأمراض القلب؟ هناك بعض الدراسات التي تشير إلى وجود علاقة بين طول الشخص واحتمالية إصابته بأمراض القلب، وفقًا لبعض الأبحاث، يمكن أن يكون لطوال القامة مخاطر أقل للإصابة بأمراض القلب مقارنة بالأشخاص الأقصر ومع ذلك، فإن هذه العلاقة ليست قاطعة وتعتمد على العوامل الأخرى مثل التغذية والنشاط البدني والعوامل الوراثية لذا، من المهم أن يتبع الجميع نمط حياة صحي وممارسة الرياضة بانتظام للوقاية من أمراض القلب بغض النظر عن طولهم.

في دراسة قامت بها جامعة ليستر تبيّن أن قصيري القامة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، حيث قاموا بدارسة البيانات الوراثية لما يقارب 200,000 شخص مصاب أو غير مصاب بأمراض القلب التاجية، ووجدوا أن كل تغيير مقداره 6.35 سم في الطول يؤثر على خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 13.5%، ومثالاً على ذلك: إذا كان طول الشخص 152.4 سم فإن خطر إصابته بأمراض القلب التاجية أعلى بمقدار 34% مقارنةً بشخص طوله 167.64 سم، ولا يمتلك العلماء إلى ذلك الوقت تفسيراً واضحاً حول الأمر الذي يجعل طوال القامة أقل إصابة بأمراض القلب، ويميل بعض العلماء في تفسير هذا الأمر اعتماداً على الفروقات في ضغط الدم في هذه الشرايين، وذهب فريق آخر من العلماء إلى اعتقادهم بأن هذه الفروقات غير كافية لتفسيير هذا الأمر، واقترحوا وجود رابط يعود لأيام الطفولة يتعلق بالعوامل البيئية والتغذية التي يمكن أن تكون لها تأثير على طول الإنسان ومدى صحة جسمه.

وبعد الإنتهاء من تحليل 52 دراسة، تمكّن الباحثون من أن الأفراد الأقصر من السكّان كانوا أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب، بسبب طولهم، علاوةً على ذلك كان الرجال قصار القامة أكثر عرضة بنسبة 37% للوفاة، وبينما كانت النساء قصيرات القامة عرضة للوفاة بنسبة 55%، وعندما يتعلق الأمر بفشل القلب، كان الأشخاص قصار القامة أكثر عرضة بنسبة 52% مقارنة بالأفراد الأطول قامة، ولم يستطيع الباحثون تفسير سبب زيادة مخاطر الأشخاص قصار القامة، ولكن تكهن الباحثون بأن الأشخاص الأقصر قامة لديهم شرايين اضيق، ولكن الطول هو ليس العامل الوحيد الذي يزيد أو يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، فالشخص قصير القامة الذي يأكل بشكل صحي ويمارس التمارين الرياضية لن يكون أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية من طويل القامة.