غرناطة هي مدينة ساحليّة إسبانيّة تقع في جنوب إسبانيا جنوب العاصمة الحاليّة مدريد، جنوب شبه الجزيرة الأيبيرية الواقع على سفح سلسلة جبال سييرا نيفادا وتطل على البحر الأبيض المتوسط من الجنوب، وعلى نهر الشنيل، يبلغ ارتفاعها قُرابة 670 متر عن سطح البحر، اشتهرت بأبنيتها ذات الطبيعة الخلّابة ومن اشهرها قصر الحمراء والبيمارستانات، يعد مُناخها متوسطي يميل أحياناً للمُناخ القاري الذي يعد صيفه شديد الحرارة والجفاف، والشتاء فيه بارد وممطر، ويكون الفارق بين درجات الحرارة العظمى والصغرى في اليوم الواحد كبيراً وقد يبلغ 20 درجة مئوية، ويقطن في المدينة قُرابة 237 الف نسمة.
يرجع تاريخ مدينة غرناطة إلى عصر المسلمين الأندلسيين الذين فتحوا الأراضي الإسبانية، وتم بناء مدينة غرناطة مكان مدينة رومانية قديمة كانت تسمى قديماً البيري في عهد بني الأحمر وهي أقوى السلالات الحاكمة للأندلس، وكانت مدينة غرناطة في تاريخها الطويل مركز للعلم والثقافة، ومركز للمثقفين من جميع البلدان الإسلاميّة وغير الإسلاميّة فهي تعتبر حاضرة الأندلس مع مدينة إشبيلية ومجريط وطليطلة، ومن اشهر المدارس في المدينة مدرسة اليوسفيّة والمدرسة النصيريّة، والمدرسة الرياضيّة التي قام بتأسيسها العالم الرياضي أبي القاسم المجريطي في عام 1008 ميلادي.
-قصر الحمراء: هو من اهم المعالم في مدينة غرناطة، بُني في عام 1238، وقام السلطان محمد الأول بن الأحمر بوضع حجر الأساس فيه، وواصل الأمراء والملوك والسلاطين بناء هذا القصر وتطويره عبر الأجيال، ويعود تسميته بهذا الإسم بسبب لون الحجارة والمواد الحمراء التي استخدمت في بناءه والقصر عبارة عن تحفة بنائيّة، يعبّر عن المدى الذي وصل إليه الأندلسيين في الفنون والزخرفة والعلوم الهندسيّة، ويتميز بصموده وشموخه إلى يومنا هذا بالرغم من تعرضه لعمليات الهدم والتخريب عبر مرّ السنين، وهو يعتبر معلم سياحي جاذب للسيّاح من جميع الأماكن.
-قصر جنة العريف: هو عبارة عن قصر يقع على مقربة من قصر الجنة الحمراء ويرجع تاريخ تلك القصر إلى القرن الثالث عشر، ويعرف هذا القصر كمنتزه يأوى إليه الأمراء خلال فصل الربيع، حيث تصبح اوراق الأشجار في ذلك الفصل خضراء وتتفتح بالزهور بألوانها الجميلة وروائحها العطرة، كما انه يعد مأوى مثالي في فصل الصيف للهروب من درجات الحرارة العالية، حيث يتكون القصر من أربع بساتين، ومن تلك الأربعة بستان واحد ما زال يحافظ على رونقه إلى يومنا هذا.
-كاتدرائية غرناطة في إسبانيا: تعرف تلك الكاتدرائية بإسم كنيسة التجسد، تم بناء تلك الكنيسة على أتقاض مسجد غرناطة، وتمتاز تلك الكاتدرائية بهندستها المعمارية المهُيبة التي تتجسد في هيكلها المعماري الضخم ذات الطراز المعماري القوطي التي بُنيت عليه، كما تم القيام بأعمال عديدة لإعادة ترميم تلك الكاتدرائية بهدف الحفاظ عليها الأمر الذي جعلها صامدة إلى ذلك الوقت منذ بنائها من القرن السادس عشر.
-حديقة العلوم: هي من المعالم السياحيّة الهامة في المدينة حيث تستقطب العديد من الزوار والعائلات في المدينة، حيث تضم تلك الحديقة جناح المنتدى التقني الذي يعمل على فحص التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى جناح المجهر الذي يستكشف جسم الإنسان، ونفق اللانهاية وهو نفق ممتع للعديد من الأطفال، إلى جانب حديقة فراشة الإستوائية، ومناطق استكشاف علم النبات وعلم الطاقة، والإدراك والميكانيكا، كما تتميز بوجود قبة سماوية تعرض ما يُقارب 7000 نجم.
-قصور النصري: هو قصر يقع في الحمراء، وهو مثال حي لبراعة الهندسة المعمارية الإسلامية، وما زالت آثار تلك القصور خالدة إلى يومنا هذا بنفس الرونق، كما تتجلى البراعة المعمارية في تصميم تلك الأبنية، حيث تتخلل جدران الأبنية نقوش تدل على مدى الإهتمام بالعمارة ، ومدى الإهتمام بأدق التفاصيل، لذا فهي من أجمل الأماكن السياحية في إسبانيا، وأكثرها أهمية من الناحية التاريخيّة.
-حي البيازين: هو من اهم المقاصد السياحيّة في عموم إسبانيا وفي غرناطة خصوصاً، فهو من معالم الأندلس الذي يحتل مكانة هامّة في إسبانيا، وجميع الكنائس التي تتواجد في هذا الحي كانت مساجد تم تشييدها أثناء الحكم الإسلامي للأندلس، ويشتهر هذا الحي بتاريخه الإسلامي العريق، حيث تتميز الأبنية بأنها ذات تصميم معماري واحد، كما يحتوي على مجموعة متنوعة من المطاعم والمقاهي المُناسبة والخدمات التي تلبي جميع احتياجات الزوّار.