جرش المدينة الأثرية المتكاملة

تقع في شمال غرب الأردن، تبلغ مساحتها حوالي 1,000 كيلومتر مربع، وتضم عدد سكان يتجاوز 200,000 نسمة، وقد سُميت جرش بهذا الاسم نسبةً للكلمة السريانية "جرشا" التي تعني "الجبل الأخضر"، وذلك نظرًا لجمال طبيعتها الخضراء وتضاريسها الجبلية، كما أنّ جرش تتفاوت بمميزاتها الجغرافية من الجبال الباردة إلى الوديان الخضراء الشاسعة.

ومن أهم ما يميز جرش هو  المزيج الجميل من الحضارات الرومانية واليونانية والشرقية بكل تأكيد، والذي منحها طابعًا تاريخيًا ومميزًا.

ثلاثة أسابيع من المتعة والدهشة في قلب جرش

تحتضن جرش مهرجان جرش للثقافة والفنون، الذي يحيي المدينة ويُمتّع أهاليها وزوارها بمساءات صيفية تدخل الفرح على القلب، من عروض الرقص الفولكلوري والطرب والموسيقى والأداء المسرحي، على مدى ثلاثة أسابيع من المتعة والدهشة.

جرش المدينة الأثرية المتكاملة

تشتهر جرش بمدينتها الأثرية الرومانية، إذ تُعتبّر واحدة من أهم المواقع الأثرية في البلاد، والتي يمكنك فيها استكشاف المسارح القديمة والمعابد والمنتزهات الجميلة، ومن أهم آثارها ومعالمها:

مدينة جرش الأثرية

تأتي مدينة جرش الأثرية بالمرتبة الثانية بعد البتراء في قائمة الوجهات المفضلة في الأردن، إذ تُظهر المدينة دلالات حياة البشر في سلسلة واضحة من المعالم تعود لما يزيد عن 6500 عام، كما تُعتبَر أفضل مدينة رومانية محفوظة على مستوى العالم.

شارع الأعمدة / كاردو ماكسيموس

لا يزال شارع كاردو ماكسيموس، النقطة الرئيسية في جرش قديماً، الذي يبلغ طوله 800 م معبّداً بالحجارة الأصلية، حتى أنّ اهتراءات عربات الخيل لا تزال مرئية. كان هناك نظام مجارير أسفل الأرض على طول الشارع مع فتحات على جانبيّ الطريق لتصريف مياه الأمطار.

متحف آثار جرش

تأسس متحف آثار جرش عام 1923، ويقع داخل أحد سراديب ساحة معبد أرتميس ، وهو مخصص الآن لاكتشافات منطقة جرش وتشمل معروضاته العصور التاريخية التي شهدتها تلك المنطقة، من العصر الحجري وصولاً إلى عصر المماليك، كما يستعرض المتحف معروضاته بترتيب زمني ضمن أقسام التصنيف التنميطي والوظيفي.

المسرح الشمالي

تم تشييد المسرح الشمالي عام 165 ميلادي، أمام المسرح ساحة ذات أعمدة مع درجٍ يؤدي إلى المدخل. وقد استخدِمَ المسرح للفنون الأدائية وعقد اجتماعات البلدية وغير ذلك الكثير.

عام 235 ميلادي، تمّت مضاعفة حجم المسرح للوضع الحالي الذي يستوعب 1600 شخص. في القرن الخامس، لم يعد المسرح مستخدماً وقد تم أخذ العديد من حجارته لتشييد مبانٍ أخرى.

المسرح الجنوبي

تم تشييد المسرح الجنوبي على عهد الإمبراطور دوميتيان، بين عاميّ 90 و92 ميلادي، ويتّسع لأكثر من 3 آلاف متفرّج. تمّت إعادة بناء الطابق الأول من المسرح المزخرف - كان في البداية مكوناً من طابقين - ولا يزال يُستخدَم في يومنا هذا. تمكِّنُ الخصائص الصوتية للمسرح المتحدّثَ الموجود في وسط طابق الأوركسترا من إيصال صوته للمدرج كاملاً دون أن يضطر إلى رفع صوته. هناك ممران على هيئة قناطر يؤديان إلى الأوركسترا، و أربعة ممرات خلف المسرح تؤدي إلى صفوف المقاعد العليا. كانت بعض المقاعد محجوزة لأشخاص معينين فيما مضى، ولا يزال بالإمكان رؤية الأحرف اليونانية منقوشة عليها.

النيمفيوم

تم بناء النافورة المزخرفة عام 191 ميلادي وقد تم تكريسها للحوريات. كان هذا النوع من النوافير شائعاً في المدن الرومانية، وقد كانت تعتبر نقاط انتعاش أساسية للمدينة كلها. كان المستوى السفلي من هذه النافورة المحفوظة بشكل جيد مزيناً في الأصل بأسطح الرخام، أما السطح العلوي فقد كان مزيناً بطلاء الجص، مع سقف يأخذ شكل نصف قبة. كانت المياه تنزل على منحوتات لرؤوس سبع أسود وصولاً إلى أحواض صغيرة عند الممر الجانبي، حيث كانت تفيض من هناك وتصل إلى نظام المجارير الواقع أسفل الأرض.

الكاتدرائية

يقع معبد ديونيسوس الروماني، الذي تم تشييده في القرن الثاني الميلادي، عند نهاية شارع الأعمدة يساراً، و يؤدي إليه ممر ضخم غني بالنقوشات. في القرن الرابع، تم تحويل المعبد إلى كنيسة بيزنطية يشار إليها الآن بـ"الكاتدرائية" (رغم عدم وجود أي دليل على ارتفاع هذه الكنيسة شأناً عن سائر الكنائس هناك). عند الأجزاء العليا من الدرج وقبالة الجدار الشرقي للكاتدرائية، يقع مزار للعذراء مريم مع نقشٍ يحمل صورتها مع رئيسيّ الملائكة ميخائيل وجبرائيل.

قوس هادريان

تم تشييد قوس النصر البديع هذا تخليداً لذكرى زيارة الإمبراطور هادريان لجرش عام 129 ميلادي، وقد كان يفتَرَض أن يكون المدخل الجنوبي هو البوابة الرئيسية للمدينة ولكنّ خطط التوسعة لم تتم قطّ.

الساحة البيضاوية

تغطي الساحة الواسعة مساحة 90 م x 80 م وهي محاطة بممر عريض وأعمدة ملفتة تعود للقرن الأول الميلادي. يتوسط الساحة مذبحان، وقد تمت إضافة نافورة في القرن السابع الميلادي. تتضمن الساحة عموداً وسطياً تم تشييده مؤخراً ليحمل شعلة مهرجان جرش.

مُناخِها الساحر

يُعتبّر محليًا من أكثر مناخات الأردن اعتدالًا، وهو هو بارد إلى معتدل في الشتاء وحار في الصيف، وفي جرش ومحيطها بعض من أعلى المناطق في الأردن مثل مرتفعات سوف وساكب وثغرة عصفور والتي تتراكم عليها الثلوج في فصل الشتاء، وفي الربيع، تكتسي المدينة و تلالها برداءٍ أخضر يستقطب المتنزهين.

بالفعل، إنها من أجمل المناطق التي قد تزورها خلال ذلك الوقت من السنة.

وأخيرًا لا يُمكن أنّ نعطي جرش حقها بمقالٍ واحد، بل عليك زيارتها والتنزه في شوارعها العتيقة وبين عبق تاريخها لتسشتعر عظمتها.