مدينة التناقضات التي حتمًا ستدهشك... عمّان

عمّان وهي عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، تبلغ مساحتها حوالي 1,680 كيلومتر، ويبلغ عدد سكانها حوالي 4 مليون نسمة، كما تُعتبّر من أكبر محافظات الدولة من حيث عدد السكّان، وثالث أكبر محافظة من حيث المساحة.

وتعدّ عمّان واحدة من بين أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان، إذ يعود تاريخ نشأتها إلى سبعة آلاف عام قبل الميلاد، وعاصرت عدداً من الإمبراطوريّات والحضارات والتي جميعها كان لها أثرًا جليًا في تشكيل هذه المدينة بتركيبتها الرائعة.

مدينة التناقضات التي حتمًا ستدهشك

تتميّز عمّان بمجموعة من التناقضات التي جُمعت معًا لتُقدم لنا هذه المدينة الساحرة والخاطفة للأنظار، فهي تجمع بين القديم والحديث ، إذ يجتمع في وسط المدينة المباني المبتكرة والفنادق المعاصرة والمطاعم ذات التصميم الفريد والمعارض الفنية والبوتيكات، إلى جانب المقاهي التقليدية والمشاغل الصغيرة والتي تتميز ببساطتها.

كما أنّ أحياءها مُختلفة وتتفاوت فيما بينها ثقافيًا وتاريخيًا، ففي وسط البلد شوارع نابضة بالحياة والاكتظاظ والتي تفوح بروائح الأكلات التقليدية، أما في منطقة االلويبدة فنجد الفن والثقافة والمعارض الفنية التي من شأنها جذب العديد من السياح، كما يوجد بوليفارد العبدلي وهي منطقة التسوّق المعاصرة!

موقع عمّان

تتوسّط عمّان المملكة، وترتفع حوالي 750 متراً عن سطح البحر، وتنتشر فيها الجبال، إذ ينتشر في مناطقها نحو 20 جبلاً، ويعود السبب في ذلك إلى بداية نشأة المدينة في الوديان بين الجبال، والتي أصبحت تمتدّ فيما بعد على سفوح وقمم الجبال، وذلك نظراً لضيق المنطقة بسبب زيادة أعداد السكان.

عمّان والعمارة والمعاصرة

تمتّع عمّان بخصائص مميّزة من حيث الموقع والعمارة المعاصرة، ممّا جعلها لافتة للانتباه ما جذّب العديد من الجاليات العربية والسيّاح القادمين من أوروبا الغربية، وأمريكا الشمالية، واليابان، وأستراليا، والخليج العربي، وغيرها، والذين يأتون لمشاهدة المواقع السياحية والاستمتاع بأزقة عمان المليئة بعبق التاريخ.

عمّان والفعاليات

وتتميز عمّان بالأنشطة والفعاليات والتي تشمل المعارض والمهرجانات والتي تُقيمها سنويًا وتشتهر فيها، ما يؤدي إلى زيادة الإقبال لزيارة العاصمة وانعاشها اقتصاديًا ومن أهم هذه الفعاليات:

• مهرجان صيف عمان: يُقام هذا المهرجان في شهر تموز من كُلِّ سنة، وهو عبارة عن حدث ثقافيّ تُعرض من خلاله الثقافة الشعبيّة للبلاد، ويتمثّل في عروض للموسيقيين، والفنانين الشعبيين من جميع أرجاء الأردن، وكذلك الفنانين العالميين من خارج المملكة؛ حيث يُعبّرون عن ثقافتهم الوطنيّة عبر إقامة العروض، والحفلات الموسيقيّة.

• سوق جارا: هو سوق شعبي مشهور، ويتمّ إقامته كلّ يوم جمعة من منتصف شهر أيار، وحتّى أوائل شهر أيلول، وذلك في شارع فوزي معلوف، ويُتيح هذا السوق إمكانيّة شراء التحف، والحرف اليدويّة، والملابس، والفنون، والمواد الغذائيّة، والمنتجات المحليّة، كما يشهد مقرّ السوق إقامة الحفلات الموسيقيّة، وعروض الأفلام، وغير ذلك من الأنشطة الترفيهيّة الأخرى.

• معرض عمان الدولي للكتاب: يُقام هذا المعرض في شهر أيلول من كلّ عام، ويُعرَض فيه ما يزيد عن مليون كتاب من الكتب المنشورة لأكثر من 220 دار نشر، وذلك من 17 دولة عالميّة، يُقام في المعرض لمدّة عشرة أيام العديد من الفعاليات، والنشاطات الثقافيّة، وحلقات العمل الثقافيّة.

عمّان والأماكن السياحية

تشتهر العاصمة عمّان بوجود عدّة أماكن سياحية وتراثية تتميز بعبق التاريخ والحضارات التي مرت عليها، ومن أهم هذه الأماكن:

• جبل القلعة: وهو من أكثر المواقع زيارة، ويحتوي على عدد كبير من المواقع، والمعالم التاريخيّة، حيث يُمكن زيارة الأماكن الآتية:

• معبد هرقل.

• الكنيسة البيزنطيّة.

• القصر الأموي.

• المدرج الروماني

وهو مسرح روماني مرمّم يعود للقرن الثاني الميلادي، تم تشييده على ثلاثة سفوح تليّة. يتسع المدرج لحوالى 6 آلاف شخص، ولا يزال يُستَخدَم للعروض الفنية حتى يومنا هذا.

• جبل عمان

: تشتهر هذه المنطقة بمبانيها التاريخيّة، وآثارها المعماريّة التي تعود إلى أوائل القرن العشرين، وفي الوقت الحالي أصبحت المنطقة موطناً للعديد من الأسواق، والمتاحف، والمقاهي، والمحال التجاريّة الصغيرة.

•  مسجد الملك حسين بن طلال

: يقع في وسط مدينة عمّان على تلة حيث يُمكن رؤيته من معظم مناطق المملكة، وقد تم بناؤه في عام 2005م وهو أكبر مسجد في الأردن، ولديه أربعة مآذن كل واحدة منها في ركن من المبنى، ومن الجدير بالذكر أن جميع المواد التي تم استخدامها في بناؤه هي من الأردن، أما عن السجاد والثُّريات فهي من تركيا، ويتزين المسجد أيضاً بالأرضيات الرخامية ذات التصاميم الهندسية، كما يُمكن لغير المسلمين زيارته لكن يجب إرتداء ملابس محتشمة بما في ذلك غطاء الرأس.

• المتحف الأردني

حيث من الممكن الاستمتاع بالفن والتاريخ من الفترة النبطية إلى العصر الحديث، وذلك من خلال اللوحات والمنحوتات المحلية والدولية، بالإضافة إلى الفنون البصريّة.

• عراق الأمير

: يشتهر موقع عراق الأمير الواقع جنوب غرب عمّان بأشجار الزيتون وكهوف التلال التي تعود للعصر النحاسي. يُنصَح الزائر أثناء وجوده في المنطقة بالمرور بقصر العبد، أحد الأمثلة القليلة على الهندسة المعمارية السابقة للعهد الروماني في الأردن.

وأخيرًا ننصحكم بأفضل الأوقات لزيارة عمّان للاستمتاع بطقسها الجميل، وذلك في الفترة الممتدة من شهر آذار، وحتّى شهر أيار، حيث يسود فصل الربيع في هذه الفترة، ويكون الطقس في أفضل حالاته؛ بسبب انخفاض نسبة الرطوبة، كما يُمكن زيارة المدينة في شهري تشرين الأول، وتشرين الثاني، حيث تكون درجات الحرارة مٌناسبة للزيارة، ومن الجدير بالذكر أنَّ متوسط درجة حرارة المدينة يتراوح ما بين 8-26 درجة مئويّة.