العقبة

تقع أقصى جنوب الأردن وتبعد حوالى 4 ساعات عن العاصمة عمّان،وهي مدينة ساحلية تقع على البحر الأحمر، وتبلغ مساحتها حوالي 6,000 كيلومتر مربع ويبلغ عدد سكانها حوالي 150,000 نسمة.

ظهر اسم العقبة في العصر المملوكي، وقد سميت بهذا الاسم نسبةً لكلمة "العقبة" التي تعني "المضيق" بالإشارة إلى مضيق العقبة الذي يفصل البحرالأحمر عن بقية البحار.

تاريخ زاخر بالحضارات

العقبة من المدن ذات الأهمية في التاريخ، إذ شهدت عصورًا كثيرة، وخضعت لحكم العديد من الدول على مرّ التاريخ، وهذا بسبب الموقع الاستراتيجي لها، الذي يعدّ نقطة الوصل بين القارات آسيا وإفريقيا وأوروبا، وغنى العقبة بالآثار القديمة يشهد على تاريخها الحافل، فقد بنى الصليبيون قلعة في العقبة موجودة إلى الوقت الحاضر، وبنى المماليك فيها حصنًا في أواخر عهدهم، وعندما كانت العقبة تحت الحكم العثماني تراجعت في أهمّيتها، حيث تحوّلت إلى قرية يعتمد أهلها الصيد فقط للعيش ولم يقوموا بتطويرها والاستفادة من موقعها.

المناخ

يتميّز مناخها باعتداله شتاءً وحرارته الشديدة صيفاً، مما يساهم في نشاط السياحة فيها على مدار السنة.

عاصمة السياحة العربية لعام 2011

ساعد الموقع الجغرافي المميز للعقبة على جعلها أكثر المدن جذباً للسياح في الأردن، وتم اختيارها عام 2011 لتكون عاصمة السياحة العربية، فهي تضمّ العديد من المناطق التي تعتبر غاية في الروعة والجمال، كما أنّها تحتضن عدّة مشاريع بيئيّة مثل مراقبة الطيور المهاجرة، ممّا أدّى إلى جذب المهتمين بالطيور من جميع أنحاء العالم إلى زيارة العقبة للاستمتاع بالتعرف على الطيور النادرة، كما تتميز بأنواع الاسماك والمرجان المختلفة، التي يحب الزوار الاستمتاع بمشاهدة جمالها، ويوجد فيها العديد من الفنادق المميزة لتلبية حاجات الزوار.

مدينة ساحلية ذات طابع أردني

تتميز العقبة بكثرة الفنادق المطلة على البحر، والرياضات المائية المتوفّرة لمحبيها لكونها وجهة سياحية رائعة للغوص والاستمتاع بالأنشطة المائية، إضافة إلى ذلك، تتمتع العقبة بعبقٍ تاريخي يشبع فضول الشغوفين بالعودة إلى زمن مضى و استكشاف ماضي العقبة وتاريخها.

ومن أهم آثار ومعالم العقبة:

• متحف آثار إقليم العقبة

يقع متحف آثار إقليم العقبة في منزل الشريف حسين بن علي في العقبة، وقد تمّ افتتاحه عام 1990. حالياً، يحتضن المتحف مجموعة مهمة من آثار موقع المدينة الإسلامية القديمة "آيلة" التي تعود لحقب الخلفاء الراشدين والأمويين والعباسيين والفاطميين، وبهذا تكون ممثلة للحقب الإسلامية منذ منتصف القرن السابع إلى مطلع القرن الـ12 ميلادي.
من بين المعروضات، تجد نقشاً لآية الكرسي من القرآن الكريم بالخط الكوفي اعتلت البوابة الشمالية للمدينة (بوابة مصر) وكنزاً من دنانير الذهب الفاطمية المسكوكة في مدينة سجلماسة في المغرب.

• ساحة الثورة العربية الكبرى

من المواقع المفضلة لدى الزوار، حيث لا تكتمل زيارتك للمواقع التاريخية في العقبة إلا عند مرورك بها، هذه الساحة الواسعة مكان مثالي للاسترخاء والاستمتاع بإطلالة الشاطىء الأوسط.
تكمن أهمية الساحة في قيمتها التاريخية، إذ تحتضن راية الثورة العربية الكبرى ومنزل قائدها الشريف الحسين بن علي، و ترتبط الساحة بأحداث و رموز وطنية رفيعة، فهي الموطىء الأول لأقدام جيوش الثورة العربية الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي، كما شهد هذا الموقع إطلاق أولى رصاصات الثورة.

• مسجد الشريف حسين بن علي

تمّت تسمية المسجد تيمناً بالشريف الحسين بن علي، يتميز هذا المسجد ببنائه الناصع البياض ونوافذه الزجاجية ذات التفاصيل الدقيقة ومآذنه العالية، فهو أشبه بمنارة لفنون العمارة الإسلامية.
ومع خضمّ حياة المدينة ذات الإيقاع المتسارع، يمنح هذا الموقع النفس السكينة.
كما يعدّ هذا المسجد الأبرز في مدينة العقبة والجامع الرئيسي بالنسبة لسكان المحافظة، ويتسم بقبابه الكبيرة التي تفوق حجم قباب مساجد الأردن، وبالتأكيد بإمكان الزوار التنزه في المرافق الداخلية الجميلة للمسجد، والاستمتاع بمشاهد المدينة النابضة بالحياة من أكثر مواقعها سكينة وخشوعًا.

• "المدينة الإسلامية القديمة "آيلة

تم التنقيب عن مدينة آيلة الإسلامية القديمة التي تعود للعصر الإسلامي الأول في منتصف القرن الـ19، وهي الآثار المتبقية من مجتمع إسلامي قديم تمركز في وسط العقبة. تمّ إنشاؤها عام 650 ميلادي، وهي قادرة على منح السائح لمحة مباشرة عن بهاء الإمبراطوريات الإسلامية الغابرة.

• الكنيسة الرومانية التي تعود إلى القرن الرابع

حديثاً، قام علماء الآثار بالتنقيب عمّا يعتقدون أنه أقدم كنيسة في العالم والتي تعود لأواخر القرن الثالث ميلادي، وبذلك تكون أقدم بقليل من كنيسة القيامة في القدس وكنيسة المهد في بيت لحم اللتين تعودان بدورهما للقرن الرابع الميلادي، كما تم تعزيز الكنيسة إنشائياً، منذ اكتشافها، للمحافظة عليها.

وأخيرًا إذا كنت تريد خوض تجربة بحرية رائعة لا تُنسى، وتذوق أشهى أطباق الأسماك، بالإضافة إلى اكتشاف التاريخ والحاضرات على مر العصور، فبالتأكيد سننصحك بزيارة العقبة.