اربد...عروس الشمال

تقع اربد شمال المملكة الأردنية الهاشمية، وتبلغ مساحتها حوالي 10.4 كيلومتر، وعدد سكانها يتجاوز 800,000 نسمة وهي ثاني أكبر مدينة في الأردن من حيث عدد السكان، ولها مجموعة من الأسماء والتي عُرفت بها، مثل: أربيلا، وبيت أربل، ويقال أن منهما اشتق اسمها الحالي، ويرى بعض المؤرخين أن اسمها يعود لكلمة الرُبدة، ومعناها اللون الأحمر المخلوط باللون الأسود للصخور البركانية التي انتشرت بها، أي أن اسمها الحالي اعتمد على صفتها.

تاريخ إربد

يعود تاريخها إلى العصور البرونزيّة؛ إذ يُشار إلى أنها كانت منطقةً سكنية منذ تلك الحقبة، وتشير الآثار الموجودة بالمدينة إلى وجودها قبل سبعة آلاف سنة، وتنسب إلى الحضارات الآدومية والغساسنة والعمونييّن، ولكن عصر النهضة بالنسبة لها كان العصر الروماني، ومع قدوم العصر الإسلامي انضمّت إلى الرقعة الإسلامية على يد القائد المسلم شَرحبيل بن حسنة رضي الله عنه وكان ذلك في السنة الثالثة عشر للهجرة.

تركيبة السكان

نمط الحياة في اربد يُمكن وصفه بالهادئ أقرب إلى الريفي يتركب سكانها من الأرياف الأصل وعدد قليل من سكانها اليوم من أصول سورية وعراقية ولبنانية ويعيش في المدينة ما يقارب 53 جنسية من حول العالم ما بين طلاب جامعات وعمال في المصانع والمدن الصناعية.

مناخ اربد

تتأثر مدينة إربد بمناخ البحر الأبيض المتوسط؛ إذ يكون صيفها معتدلاً، أما شتاؤها فيكون بارداً، ويعتبر ربيعها خلابًا ومن أجمل الفصول التي ترتدي به ثوبها الأخضر.

آثار ومعالم اربد

اربد من المُدّن الحيوية والتي تضم مختلف الوجهات، وإحدى أكبر الجامعات الأردنية، كما تحتوي على عدة اماكن سياحية تجذب العديد من الناس، وبعض المتاحف الهامة لتاريخ البلاد، إلى جانب بعض البلدات التي تتضمن آثارًا رومانية، كما تحتضن العديد من الجبال والمناطق الطبيعية الخضراء المُفضّلة لمُحبي النُزهات بين أحضان الطبيعة وتسّلق الجبال، ومن أهم آثار ومعالم اربد:

• متحف دار السرايا

ليس من المهم أن تكون من محبي التاريخ لتستمتع بزيارة هذا المتحف، إذ أن المعروضات الموجودة بداخله تقوم بمُهمة واحدة وهي عرض التاريخ بطريقة جذابة ومثيرة للاهتمام، ومن أهم هذه المعروضات، معروضات تخص تاريخ البلد.

وبما أن تاريخ إربد يتضمن جوانب عديدة مابيّن التاريخ العريق وآصالة الحضارات التي احتضنتها، فإن حتمًا كل من يزورها سيكون على موعدٍ مليء بالدهشة المصحوبة أثناء اكتشافه لمعروضات المتحف، إذ أن هناك معروضات مثل المشغولات اليدوية التي تكشف للزوّار جزءاً من ثقافة البلد.

• متحف الآثار والأنثروبولوجيا

يهدف لعرض المقتنيات الأثرية النادرة التي تحكي تاريخ البلد، فهو يُعدّ من افضل الأماكن السياحية في اربد وكذلك من أبرز المتاحف التي تتضمّن معروضات متنوّعة تُعطي الزائرين درساً تاريخياً لا يُفوّت، فهُناك معروضات متنوعة تخص تاريخ البلد.

• متحف بيت عرار الثقافي

تم تأسيس متحف بيت عرار لإستضافة الأحداث الثقافية والمعرفية في المدينة، ويقع المتحف في منزل الشاعر مصطفى وهبي التل، المُلقّب بشاعر الأردن وعرار، وهو منزل قديم على الطراز الدمشقي، ويتضمن المتحف عرض مُصوّر للشاعر، وبعض مخطوطاته.

وقد كانت الجدران الداخلية للمنزل مصنوعة من الآجر والقش الطيني، وفي مركز البناء شجرة توت يزيد عمرها عن مائة عام.

• متحف التاريخ الطبيعي الأردني

يقع متحف التاريخ الطبيعي الأردني في جامعة اليرموك، ويُعتبر من أوائل مشاريع المعالم الحياتية والعلمية في البلاد، وذلك لما يتضمنه من مجموعة مُميّزة ومُتنوّعة من المعروضات النباتية، الحيوانية والجيولوجية، ومما زاد من أهميته احتوائه لعددٍ من الوثائق والمنشورات العلمية، ماجعل منّه مرجعًا علميًا ومحطة هامة للمهتمين بدراسة البيئة والطبيعة، وحقق المتحف أهدافه باستقطاب عددٍ كبير من الباحثين على مُستوى العالم، كما حقق المتحف نجاحًا باهرًا في التعريف بثروات الأردن الطبيعية ما جعل منّه من أهم المراكزالتي تُوّفر العديد من الخدمات التعليمية والتثقيفية.

• وادي الشلالة

والذي تمتّع بمناخ وبيئة مُميّزة ساهمت باستيطانه لعدة عصور قديمة وحديثة، وقد كان يُعتبر نقطة لتقاطع الحضارات العريقة، ونقطة طرق رئيسة لربط المدن العشر الرومانية، والحج الشامي، كما يتضمن مساحة خصبة زراعية واسعة من سهول منطقة حوران، كما يربط العديد من الأودية الأردنية الهامة الأخرى بعضها ببعض، ويتضمن عِدة مواقع تستحق الزيارة، مثل خربة الزيرقون، ونفق اليرموك.

• منطقة أم قيس

وهي عبارة عن أسقفية قديمة كانت تُسمى الكاثوليكية اللاتينية وتتميز بموقعها على قمة تل يلغ ارتفاعه 378 متر والذي يتمتع بإطلالة باهرة على بحيرة طبريا والجولان ونهر اليرموك،ومن الجدير بالذكر أن أم قيس قريبة جدًا من أنقاض مدينة جدارا.

• منطقة طبقة فحل

تُمثّل منطقة طبقة فحل، واحدة من عشر مدن ديكابوليس التي تأسست خلال الفترة الهلنستية وأصبحت قوية تحت السلطة الرومانية، ويمتد تاريخ المنطقة إلى العصر البرونزي، وتم توسعتها لتصبح أكبر ولاية خلال عهد الإمبراطورية الرومانية، كما أنّها تجذب الآلاف من السُيّاح سنويًا.

وأخيرًا تشتهر إربد بتاريخها العريق وثقافتها الغنية، وتمتاز بجوها المعتدل وموقعها الاستراتيجي، كما تحتوي على العديد من المعالم السياحية المختلفة، جميع هذه الأسباب كفيلة لتشجيعك على زيارتها واكتشاف روعتها بنفسك.