عروس الصعيد... محافظة المنيا

إحدى محافظات مصر والتابعة للصعيد المصري، تبلغ مساحتها نحو32,279 كيلو متر، ويصل عدد سكانها إلى 5.91مليون نسمية، يعود تأسيس هذا المحافظة إلى عصر الفراعنة، ومن بعدهم الأقباط والذين بنوا كنيسة العذراء في ذات الوقت الذي بُنيت فيه كنيسة القيامة في فلسطين، وأخيرًا دخل إليها الإسلام وتم فتحها في وتم فتحها في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وحينها حكم الرومان بها، لُقبت المنيا بعروس الصعيد وذلك لأنًها مكان اجتمعت فيه الثقافة بالحضارة والعلم.

الاقتصاد في محافظة المنيا يرتكز على قطاعين مهمين، وهما القطاع الزراعي حيث تقدر مساحة الأراضي الزراعية نحو 6.5 % من إجمالي مساحة الأراضي الزراعية بمصر، ومن من أهم محاصيلها الزراعية هي القطن، والقمح، والذرة، وقصب السكر، والموز، بالإضافة إلى أنّها تصدّر البطاطس إلى دول أوروبا، بالإضافة إلى القطاع الصناعي، حيث تشتهر المنيا بصناعة العسل الأسود،بالإضافة إلى عددٍ كبير ومحتلف من الصناعات التي تضمها المنيا، إبتداءًا من صناعة الإسمنت، والحديد والصلب بالإضافة لمحاجر الحجر الجيري والرمال والرخام، وصولاً لمصانع المياه الغازية، والغاز الطبيعي.

موقع المنيا في وسط الصعيد المصري هو مبرر لوجود العديد من المواقع الأثريّة فيها، إذ تُعتبر ملتقى طُرقٍ للعديد من المناطق في مصر، وعليه فإنّه من الطبيعي أنّ تتعاقب الحضارات عليها، وعليه وجدنا الآثار العظيمة التي تعود لجميع الأمم التي أسّست وأنشأت حضاراتها فيها، لذلك احتلت المنيا المرتبة الثالة كأكثر محافظة تضم آثار تاريخية في مصر، حيث تضم 14 منطقة أثرية من 6 عصور تاريخية متنوعة، كما أنّها تحتضن أكبر متحف آثار في الصعيد، وهو المتحف الأتوري.

تتميز محافظة المنيا بتراث أثري فريد، كما يبرُز بها الطراز المعماري الفريد من نوعه، بالإضافة إلى أنّها تُعتبر متحفًا وسجلًا تاريخيًا وافيًا لآثار العصور التي مرت عليها، ومن أهم هذه الآثار:

آثار فرعونيّة

تل العمارنة، وعُثر فيه على العديد من المقابر والتي تعود للعصر الفرعوني، مثل:

• مقبرة هُيا والتي يوجد فيها صورة لفرعون.

• مقبرة ماهو والتي رقم كل هذه العقود التي مرت عليها إلا أنّها ما زالت مُحافظةً على حالتها دون أي تلف؛ ويُعلق على جدرانها عددًا من الصور التي تشير إلى أعمال ماهو وتأديته لواجباته حينما كان في زمن الملك أخناتون.

آثار مسيحيّة

دير السيّدة العذراء، وهو المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدّسة أثناء مرورها في مصر، ووجد فيه كنيسة محفورة في الصخر ، ووضعت فيها العديد من الأيقونات والتي في معظمها تعود للعصر الأوّل للمسيحيّة.

آثار إسلاميّة

مسجد العمراوي ومسجد اللمطي والذي يعودان للدولة الفاطمية ،بالإضافة لمسجد الوداع والذي يُعدّ من أقدم المساجد الموجودة في المنيا، وبالتأكيد لن ننسى مسجد الشيخ عبادة بن صامت والذي يعود للعصر الأيوبي والمميز فيه هو احتواءه على مأذنتين رائعتان.

وأخيرًا يُمكن القول بأنّ محافظة المنيا بمثابة مهد للحضارات، وذلك لعدد الحضارات الهائل الذي تعاقب عليها، فأثناء زيارتك لها ستنغمس في شوارعها وتضيع مابين المتاحف ومواقع المقابر، والآثار المدهشة، وبالتأكيد بأن المنيا توفر لزائريها الكثير من المغامرات الاستكشافية التي لا تُنسى، بالإضافة إلى ذلك فإن رحتلك لها ستكون مليئة أيضًا بالراحة والاسترخاء وذلك لوجود الكثير من الفنادق والمنتجعات ذات المستوى الرفيع.