قونيا...مدينة جلال الدين الرومي

مدينة قونيا إحدى مُدن تركيا اوالتي تقع وسط جنوب تركيا، تبلغ مساحتها 40.824 كم² ، ويصل عدد سكانها إلى 1,407,632 نسمة، تُعدّ قونيا عاصمة السلاجقة والصوفيين، ومن من أقدم المدن في منطقة الأناضول إذ يعود تاريخها إلى حوالي 7000 عام قبل الميلاد وهي من أولى المدن المأهولة في تاريخ البشرية، و يُسميها الأتراك بمدينة مولانا جلال الدين الرومي، وذلك لأنّه يرقد فيها وهو شاعر وعالم صوفي، وصاحب رسالة عالمية تخاطب جميع حضارات العالم، حيث أسس “الدراويش” (المولوية)، ما جعل من قونيا مدينة روحانية دينية، ومن أكثر الأماكن المحافظة دينيًا في تركيا، كما تُعدّ قونيا العاصمة الثقافية لتركيا.

مناخ قونيا

يسود قونيا مناخين، المناخ شبه القاحل البارد، والمناخ القاري الصيفي والساخن، إذ تتميز قونيا في الشتاء بغزارة الأمطار والثلوج ومن الجدير بالذكر أنّ الثلوج يمكن أن تستمرّ في هذه المدينة لمدّة ثلاثة أشهر، بينما في الصيف تصل درجة الحرارة في قونية إلى 30 درجة.

طبيعة الحياة في قونيا

قونيا هي المدينة المثالية للاستقرار وذلك لانخفاض تكاليف المعيشة فيها بالإضافة إلى توافر جميع متطلبات الحياة كالمستشفيات والأسواق والمدارس والجامعات، كما تتميز بهدوءها بعيدًا عن الاكتظاظ وصخب الحياة السريعة في اسطنبول.

اقتصاد قونيا

تحتل قونيا مكانة صناعية وتجارية هامة بين مدن تركيا، إذ كانت في عصورٍ خلت من أبرز المراكز التجارية، ولازالت أهميتها حاضرة حتى الأن وذلكل احتضانها أبرز الموارد الطبيعية والمتمثلة في الفحم الحجري والنحاس والفضة والحديد والرصاص، بالإضافة إلى أنّها تحتل مكانة هامة في أنتاج الحبوب، كما تضم قونيا عددّ من المصانع، مثل مصانع السكر، والدقيق، وتشتهر بتميزها في صناعة السجاد المنسوج في المنازل بككياتس كبيرة، ومن الجدير بالذكر أنّ صادراتها المتنوعة وصلت إلى 130 دولة في مختلف أنحاء العالم.

وتُسمى قونيا بعاصمة زهور التوليب في تركيا إذ أنّ معظم زهور مهرجان التوليب المهيب، والذي يُقام في تركيا سنويًا تأتي من مدينة قونيا؛ إذ أنّ التوليب تخرخ ن زهرة برية جلبها العثمانيون من وسط آسيا قبل مئات السنين، والمساحات بالتوليب في قونيا تصل إلى نصف مليون متر مربع، ماجعل قونيا توّفر حوالي %90 من إنتاج تركيا من زهور التوليب والتي تضم 80 نوعًا مختلفًا، واستطاعت قونيا أنّ تُثبت نفسها وتتموضع بين مصدريّ التوليب عالميًا، استغلت الشركات المنتجة للتوليب شهرة قونيا فيها وفتحت حقولها للعامة في أيام مُعيّنة في السنة، ما جعل من هذه الحقول مزارات يقصدها آلاف السائحين والزوار سنويُا.

السياحة في قونيا

عند زيارة قونيا، تطوق المرء المشاعر الروحية التي تثبها هذه المدينة التاريخية والعتيقة، إذ ستلمس هذه الروحانية التي تطغى على قونيا في جميع حواسك، وذلك لكثرة أماكنها التاريخية والآثرية، ما أمكنها بأنّ تًصبح وجهة سياحية استثنائية، ومن أجمل الأماكن السايحية في قونيا:

مسجد السليمية

تتجلى في هذا المسجد إحدى أهم وأجمل التحف العمرانية، والذي تأسس على يد السلطان سليم الثاني في الفترة من ١٥٦٦م حتى ١٥٧٤م، وبمجرد دخولك إلى حرم المسجد ستسحرك روعة بنائه وتصميمه الفريد من نوعه.

مسجد العزيزية 

تأسس عام ١٦٧٦م على مصطفى باشا العثماني، لذا يُعد من المساجد التاريخية والتي لها طابع أصيل وعريق، يتميز بإتقان عِمارته ويتزين بالزخارف والنقوش الملونة العثمانية، بالإضافة إلى مأذنته الشاهقة والجميلة.

متحف مولانا

عند زيارتك لهذا المتحف ستكون ماثلًا أمام عظمة التاريخ وستشعر بالنقاء والصفاء في روحك عندما تتأمل القبة الخضراء المزينة بالزخارف العربية الإسلامية المميزة، وأصبح هذا المتحف من أهم المعالم السياحية والدينية في قونيا.

تلة علاء الدين

أسسها السلطان السلجوقي علاء الدين في القرن الثالث عشر، وتتوسط هذه التلة مدينة قونيا، وتتميز بشكلها الدائري الذي يحمل عبق التاريخ وآصالته، ويحيط التلة العديد من الأشجار الخلابّة والزهور ذات الألوان المبهجة، بالإضافة إلى مزارع الشاي، وأصبحت التلة وجهة سياحية لها شهرتها العالمية.

حديقة الفراشات

من أشهر الحدائق في قونيا، والأكبر أوروبياً، تتميز بامتلاكها تكنولوجيا تدفئة حديثة لضبط درجة الحرارة ونسبة الرطوبة حفاظاً على حياة الفراشات، تحتضن أكثر من٤٠ نوعاً مُختلف من الفراشات، بالإضافة إلى وجود ممرات للمشي وأماكن للجلوس والاسترخاء.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختما هذا المقال والذي تحدثنا به عن مدينة قونيا الزاخرة بالثقافة، والذي نأمل بأنّ يكون ذو فائدة لكم.