تعرّف على مدينة ديار بكر

مدينة ديار بكر الواقعة على ضفاف نهر دجلة جنوب شرقي تركيا، تبلغ مساحتها حوالي 15.272 كيلومتر، أما عدد سكانها اليوم يتجاوز الـ 1,362,708 نسمة، وفي الغالبية هم من الأكراد، وهي تُعد في المرتبة الثانية عشر كأكثر المدن ازدحامًا في تركيا، أما بالنسبة إلى تسمية ديار بكر بهذا الاسم فهو نسبة إلى العرب الذين استوطنوها وهم من بني بكر بن وائل، الذين أتوها في عهد معاوية بعد الفتح الإسلامي.

تُعدّ ديار بكر من أهم المدن التركية وأقدمها، إذ كانت مهدًا لحوالي 26 حضارة مختلفة على مدار تاريخها الممتد عبر ثمانية آلاف عام، وترجع شهرتها لامتدادها عبر هضبة بازلتية بالقرب من ضفاف نهر دجلة، بالإضافة إلى أنّها محاطة بسور ثلاثي الأضلاع من البازلت الأسود يطوق المدينة بالكامل ويضفي عليها منظر مظلم إلى حد ما، ويبرز جمال هذا السور بجدرانه المزينة بالنقوش والرسوم البارزة الشاهدة على مزيج الحضارات المختلفة، كما أنّه نموذج رائع نموذج رائع على الهندسة العسكرية في العصور الوسطى، ومن الجدير بالذكر أنّه في عام 2015، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) أسوار مدينة ديار بكر الأثرية، ضمن قائمتها للتراث الإنساني.

مناخ ديار بكر

يسودها كل من كلٍّ من المناخ القارّي والمناخ المتوسّطي؛ إذ في فصل الصيف تكون الأجواء حارّة جدًا ويكون الهواء جافاً جدًا، أمّا في فصل الشتاء فتكون الأمطار غزيرة ويكون الجو شديد البرودة، إضافة لفرص تساقط الثلوج.

اقتصاد ديار بكر

بشكلٍ كبير يعتمد اقتصادها على القطاع الزراعي، إذ أكثر من 40% من دخلها يعتمد على الزراعة وذلك لتوفر الأراضي الزراعية الوساعة بشكلٍ كبير، وتُعد زراعة الحبوب هي الأساسية إذ ارتفع إنتاج الحبوب فيها إلى 3 أضعاف الإنتاج في آخر 20 سنة، وتليها الخضروات والفاكهة مثل البطيخ الأحمر والأصفر إذ أنّ دياربكر من المورّدين الأساسيين للبطيخ بأنواعه في تركيا.

أما القطاع الصناعي في ديار فيتمثل بصناعة والصياغة والنحاس والحدادة والمجوهرات، بالإضافة إلى مصانع الأعلاف،و شركات الألبان والأجبان، كما تزدرهر بصناعة السجاد والنسيج إذ يتوفر فيها شعر الموهير المصنوع من شعر ماعز الأنجورا وتصنعه وتصدره، كما يصنع الحرير في المدينة بتربية دودة القز، وبالتأكيد للقطاع السياحي دورًا في رفد اقتصار ديار بكر.

السياحة في ديار بكر

تزخر ديار بكر بالأماكن الآثرية التي ظلت شاهدة حتى يومنا هذا على عدد الحضارات التي تعاقبت عليها، فتُعدّ السياحة في ديار بكر سياحة تاريخية وآثرية تحمل معها عبق الماضي وآصالته، ومن أهم الأماكن الآثرية في ديار بكر:

متحف ديار بكر للآثار

يعود لعام 1934، ويعرض معظم القطع الأثرية التي عود للعصور الحثية والآشورية والرومانية والبيزنطية والأرتوقية والعثمانية من ديار بكر والمناطق المحيطة بها، إذ يتجاوز عدد الأعمال الأثرية والاثنوجرافية في المتحف 10000 عمل وقطعة، يزوره الآلاف سنويًا للتعرف على هذا التارايخ العريق.

مدرسة المسعودية

بدأ بناءها عام 1198 واكتمل عام 1123، وتم وضع مخطط المدرسة بواسطة المعلم كافر بن محمود من حلب، وبحسب نقش المدرسة فقد تم تدريس مواد مثل الفقه والطب والفيزياء والرياضيات والأحياء والكيمياء والأدب والفلسفة فيها.

مسجد حضرة سليمان

تم بناءه بين عام 1155 و 1169، ويُقسم المسجد إلى ثلاثة أقسام وله مأذنة مربعة الشكل عليها كتابة مؤرخة تعود لعام 555 هـ حسب التقويم الإسلامي، كما يحتضن المسجد قبور سليمان بن خالد بن الوليد من عشيرة بكير وأتباعه.

ساحة دغكابي

من أهم المعالم التاريخية في ديار بكر، فهي تحمل في ثناياها الكثير من المواقف والأشخاص والأبطال الذين مروا بها على مرّ التاريخ؛ كما أنها مسجلة في قائمة اليونيسكو للثقافة، يزورها آلاف السياح للتنزه في وسط تفاصيلها العريقة والتمتع بها.

وبهذا نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال الذي تناولنا به مدينة ديار بكر الآثرية، والتي بالتأكيد ستكون خيارًا مثاليًا لكم في حال قررتم زيارتها بهدف السياحة.