أورفا...مدينة الأنبياء التركية

مدينة أورفا تقع جنوب تركيا، إذ تبلغ مساحتها 19 ألفا و451 كيلومتر أما عدد سكانها يصل إلى2035809 نسمة والذين يتشكلون من قوميات عرقية مختلفة مثل القومية العربية والكردية والتركية والشركسية والفارسية، كما يتحدث أغلبهم اللغة العربية وهي بذلك تحتل المرتبة التاسعة في تركيا من حيث المساحة وعدد النسمات.

أورفا إحدى أكبر وأقدم المدن التركية التاريخية والاثرية إذ مرت عليها حضاراتٍ كثيرة، ومن الجدير بالذكر أنّها مدينة ميلاد وحياة النبيين إبراهيم الخليل وأيوب عليهما السلام، وهناك كثير من المعالم التي تبين مكوث النبي إبراهيم فيها، وأن يعقوب عليه السلام أيضا عاش وتزوج بها، كما تحتضن أورفا ضريح في أحد الكهوف يُعتقد أنه لنبي الله شعيب.

اقتصاد أورفا

يعتمد اقتصادها بشكلٍ كبير على الزراعة وتربية الحيوانات، إذ تشتهر بمحاصبل الحبوب بأنواعها المختلفة مثل القمح والذي يٌعدّ المحصول الرئيسي الذي تنتجه ويليه العدس، بالإضافة إلى زراعة الحمص والفستق والقطن والسمسم، وذلك بجانب نشاط القطاع السياحي الذي يلعب دورًا هامًا في رفد موردها الاقتصادي.

مناخ أورفا

يسودها مناخ البحر الأبيض المتوسط، ويكون فصل شتاء فيها حارّ وتكاد تكون الأمطار منعدمة خلاله، أما فصل الشتاء فيكون بارد ورطب.

السياحة في أورفا

تحتضن أورفا عددًا ن الوجهات السياحية الطبيعية الخلابة، فتطل علينا مدينة "هلفتي" التي أدرجت في العام 2013 ضمن قائمة المُدن العالمية الهادئة وذلك لتميزها بالحفاظ على طبيعتها بعيدًا عن التطور العمراني الذي من شأنه إخفاء جمالها، ومن الجدير بالذكر أن أورفا في مقدمة المُدن السياحية في تركيا إذ وصل عدد زائريها في عام 2019 أكثر من 5 ملايين سائح، ومن أهم الأماكن السياحية في أورفا:

كوبيكلي تبة

أقدم معبد ديني فى العالم إذ يعود في تاريخه إلى العصر الحجري قبل 12 ألف عام، ويتميز بموقعه المميز على قمة جبلية لها إطلالة خلابة، ويحتل كوبيكلي تبة المركز الثاني فى قائمة الثلاثون مكان التي على المرء زيارتها قبل أن يفارق الحياة على حسب تصنيف الموقع الإلكتروني الأمريكي بيزنس انسايدر. و يغير المعبد وجهة النظر القائلة ان الانسان القديم كان بدائيًا، إذ ستفاجىء باكتشافك روعة التصميم المعماري والدقة فيه التي تدل على التقدم المعماري الذي كان في تلك الحقبة.

بركة السمك المقدسة

والتي تعود في تاريخها لحقبة نبي الله ابراهيم، وتحديدًا عندما تمت محاولة حرقه، إذ عندما حاول النمرود حرق سيدنا ابراهيم وأشعل النار فيه، أمر حينها الله عز وجل النار بأن تكون بردآ وسلامأ على إبراهيم، فتحولت النارإلى هذه البحيرة ويُقال أن الحطب تحوّل إلى أسماك، وعلى ضفة البحر يقع مسجد خليل الرحمن وهو من أقدم المساجد فى المدينة حيث يعود بناؤه إلى 1300 م على يد صلاح الدين الأيوبي.

كهف ميلاد سيدنا إبراهيم

مكان ميلاد نبي الله ابراهيم إذ ولدته أمه في هذا الكهف، وعاش فيه مختبئًا 7 أعوام، كما يحتضن الكهف بئر ماء كان يشرب منه النبي، ويُعتقد أن هذا الماء شافٍ وصحي.

قلعة أورفا

تعود في تاريخها إلى العصور الغابرة، وهي من أهم القلاع في تركيا وأجملها إذ تمتلك إطلالة ساحرة على مدينة أورفا بمعالمها الأثرية الرائعة.

مسجد ulu camii

يعود لعام 1712 وأهم مايُميزه هو الكتابات التي تُزيّن جدرانه وأساليب العمارة التي ترجع إلى العهود السلجوقية والعثمانية كما يتزين سقفه بزخارف يدوية تُبهر كل من تأملها، كما يتميز بمأذنته ذات الطراز الرفيع.

وبذلك نكون قد وصلنا لنهاية هذا المقال والذي تحدثنا به عن مدينة تاريخية مرّ بها عددًا من الأنبياء عليهم السلام، وحاليًا أورفا أصبحت وجهة سياحية لا يُمكن تخطي جمالها وسحرها الآخاذ.