مدينة بقعاء هي مدينة سعوديّة تتبع إلى منطقة حائل في قلب المملكة العربيّة السعوديّة، وتعد المركز الإداري لمدينة حائل، التي تبعد عنها مسافة 95 كيلو متر، وهي مدينة من فئة (أ)، ويبلغ عدد السكان في المدينة قرابة 27 الف نسمة، وتتميّز عن باقي مدن المملكة العربيّة السعوديّة بتطورها وتقدمها وإهتمام الدولة بها بشكل كبير، ويتبع لها حوالي ستين قرية، واربعة عشر مركزاً، ويحدها من الشمال مدينة رفحاء، ومن الشرق اجزاء تتبع لمدينة القصيم، ومن الجنوب مناطق إداريّة تتبع لمدينة بريدة ومدينة الشنان، ومن الغرب النطاق الإداري لمدينة حائل.
اختلف الآراء حول تسميّة مدينة بقعاء بهذا الإسم، منهم من قال أن التسميّة جاءت من بقع الخيام البيضاء التي تنتشر في وسط بيوت الشعر السوداء، اثناء التجهيز للمعارك، ويرجح البعض الآخر أن الإسم الأصلي هو "نقعاء" والذي يعني تجمع السيول نظراً لأن ارضها تعد منخفضة وتتجمع فيها السيول، كما قيل ايضاً أنها سميّت بالمصفاة بسبب طبيعة المنطقة الصخريّة.
تبلغ مساحة مدينة بقعاء، 24.500 كيلو متر مربع، وتشترك مدينة بقعاء مع مدينة بريدة بحدود داخليّة من الجزء الشرقي، وتشترك مع الغرب في حدودها مع الجزء الشمالي لمدينة حائل، وتحدها مدينة رفحاء من الجهة الشماليّة، ومدينة الشنان من الجهة الجنوبيّة، وتبلغ المسافة بينها وبين مدينة حائل 95 كيلو متر، كما يقدر عدد السكان في المدينة 2.4489 نسمة، ويقطن في المدينة العديد من العائلات والقبائل؛ كعائلة عتيبة وشمّر وغيرها من القبائل وهي المدينة الثانية من حيث الكثافة السكانيّة، كما ترتفع عن مستوى سطح الأرض مسافة 700 كتر، وتمتد على مساحة 25 الف كيلو متر.
يرجع تاريخ مدينة بقعاء إلى تاريخ عريق وقديم يمتد لآلاف السنين، فالقادم إلى هذه المدينة يجد العديد من المعالم التاريخيّة والأثريّة العريقة المكتشفة، كما توجد آثار لم تكتشف إلى هذا الوقت، ومن المناطق المكتشفة، جانين وهو عبارة عن نقوشات ومنحوتات ثموديّة، وتقع في جنوب مدينة البقعاء، ومن الآثار ايضاً الهاشميّة الذي يقع في شرق البقعاء، ومعلم زرود في شمال المدينة، هذا المعلم ذكره شعراء بني هلال في قصائدهم، ولا ننسى درب زبيدة وهو معبر رئيسي يمر بالعديد من المسطحات المائيّة التي انشأت في العصر العباسي.
وفرة المياه..طبيعة التربة..التسهيلات الحكوميّة، هذه المقومات جعلت من مدينة بقعاء مدينة من اكبر المدن الزراعيّة في المملكة العربيّة السعوديّة، التي تشتهر بالنشاط الزراعي، ومن ابرز المنتجات التي تنتجها المدينة الحبوب بجميع اصنافها والفواكة والخضراوات، بالإضافة إلى انتاجها اجود انواع التمور، وعلى الرغم من النشاط الزراعي التي تتمتع به المدينة إلا انها تواجه العديد من المصاعب ومن هذه المصاعب، نقص التسويق الزراعي، وآفات تدمر المحاصيل الزراعيّة مثل سوس النخيل الأحمر الذي يصيب اشجار النخيل، ومشاكل التصنيع المتعلقة بالتعبئة، إذ يشتكي السكّان من عدم وجود مصانع مخصصة للتمور لشراء المحصول من المزارعين وتوزيعه.
اهتمت الدولة في مدينة بقعاء بالتعليم بشكل اساسي، حيث تم افتتاح العديد من المدارس للبنين والبنات، وكان التعليم في القِدم في مدينة بقعاء يعتمد على الكتاتيب، او حلقات المسجد لتعليم القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينيّة والعربيّة، والكتابة والحساب، حيث كان الطلاب يتلقون تعليمهم من معلم واحد، وفي ما بعد تم افتتاح اول مدرسة ابتدائيّة للبنين في عام 1370 هجري، ومن ثم اتسع التعليم في المدينة، وتم افتتاح العديد من المدارس للبنين والبنات، وحظيت المدينة باهتمام كبير من قِبل مسؤولي التعليم، حي تم افتتاح مركز للإشراف التربوي للإشراف على مدارس البنين ، ومندوبيّة تشرف على مدارس البنات، وتم استكمال تطوير العمليّة التعليميّة في المدينة، بافتتاح مدارس في القرى التي تتبع لمدينة بقعاء، إلى ان اصبحت المدينة تنعم بوجود التعليم المكتمل.