تقع مدينة أديامان في جنوب شرق تركيا، وتبلغ مساحتها 7٫606.16 كم² وهي مدينة صغيرة مقارنة مع بقية المدن التركية، أما عدد سكانها يتجاوز الـ 632,148 نسمة ومعظمهم من الأكراد، كانت أديامان موطنًا للبشرية منذ العصور الأولى، والتي ترجع إلى العصور الحجرية والبرونزية، وظلت الحضارات تتعاقب وتتوالى على أراضيها إلى أنّ استقر الأتراك بها تحت حكم الأتراك السلجوقيين وذلك في القرن الثال عشر، وأطلق عليها الأتراك لقب المدينة الهادئة، وذلك لهدوءها وابتعادها عن الضجيج واكتظاظ المُدن الكُبرى.
المناخ في أديامان
يسودها المناخ المختلط ما بين مناخ البحر الأبيض المتوسط الحار ومناخ الصيف المداري الجاف بجانب بعض الخصائص القارية، فيكون فصل الصيف حارّ وجاف جدًا إذ يُمكن أنّ تصل درجات الحرارة إلى 40 درجة مئوية، أما فصل الشتاء فيكون باردًا مع هطول الأمطار الغزيرة والثلوج.
الاقتصاد في أديامان
تُعدّ أديامان من أسرع المدن نمواً في تركيا، وتشتهر بكثرة المحلات التجارية التي تبيع المنتجات اليدوية التي يصنعها أهالي أديامان، كما تشتهر بمطاعمها ذات الطبخ المنزلي الشهير واللذيذ، ومن الجدير بالذكر أنّها ليست بمدينة صناعية، واقتصادها يرتكز بشكلٍ أساسي على القطاع الزراعي وتربية الماشية، إذ تشكل أراضيها الزراعة أكثر من ربع مساحتها الإجمالية، وتشتهر بمحاصيل القمح والشعير والذرة وبساتين الفستق، كما تُعد ثاني مصدر في تركيا لزراعة التبغ.
السياحة في أديامان
تُعد السياحة في أديامان سياحة تاريخية من الدرجة الأولى والتي يقصدها آلاف السياح من محبي التاريخ العريق، فهي مدينة أثرية تحتضن الكثير من المعالم التاريخيّة التي يعود تاريخها للعصور القديمة، ومن أبرز الأماكن السياحية في مدينة أديامان:
متحف أديامان الأثري
تم الانتهاء من بناء المتحف عام 1982، وهو من أهم المتاحف إذ يعرض تاريخًا طويلًا من خلال الاكتشافات الأثرية التي تعود لحضاراتٍ عريقة تعاقبت على أراضِ أديامان.
جبل نمرود
يقع ضمن سلسلة جبال طوروس الخلفية وهو من العجائب الأثرية المذهلة لتركيا، وذلك لسحر مناظره الطبيعية التي انفرد بها لاسيما عن الفجر والغسق عندما تتوهج رؤوس الأحجار العظيمة باللون الذهبي، كما يضم مجموعة من التماثيل الحجرية لرؤوس ضخمة يُعتقد أنها كانت جزءاً من أصنام لآلهة قديمة، وأصبح وجهة سياحية مشهورة إذ جذب ملايين الزوار منذ اكتشافه وإلى هذه اللحظة.
مدينة بيرين القديمة
مدينة تحتضن مجموعة من القبور الحجرية والمقابر التذكارية التي تنتمي إلى مملكة كوماجين، والتي تعود إلى العصور القديمة، كما أنّها شاهدة على العصر الذهبي تحت الإمبراطورية الرومانية، وتضم عددًا من المعالم الأكثر إثارةً لاهتمام السياح، ومن بين هذه الآثار هي القبور الصخرية المتصلة ببعضها البعض عبر الممرات والتي تم تزيينها المقابر بنقوش بارزة.
قلعة قحطة القديمة
تعود إلى فترة حكم ملوك كوماجين، وتم تطويرها كمركز إداري مهم خلال الفترة الرومانية، ثم سيطر عليها المماليك في ستينيات القرن السادس عشر، وتم ترميمها وإعطاؤها شكلها النهائي والذي بقي حتى اليوم، وأصبحت اليوم وجهة سياحية زاخرة بالتاريخ وعبق الحضارات التي مرت عليها، كما تضم ممرات مائية وصهاريج وزنزانة ومتاجر وأماكن عبادة وغرف كبيرة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا والذي نأمل بأنّ يكون زاخرًا بالمعلومات القيمة.