مدينة الدوحة... العاصمة الزاخرة بالجمال

تقع الدوحة على منتصف الساحل الشرقي لدولة قطر وتحديدًا على الجهة الضفة الغربية من بحر الخليج العربي، تبلغ مساحتها حوالى 132 كم2 ، وبذلك تكون من أكبر المُدّن في قطر، ويتجاوز عدد سُكانها الـ 796,947 نسمة، إذ يشكلون نسبة 70% من عدد سكان دولة قطر، ويتوزعون على الجنسيات العربية والآسيوية والغربية.

يعود تاريخ تأسيسها إلى عام 1686م، أمّا سبب تسميتها فهذا يعود بسبب موقعها على البحر إذ بُنيت على إحدى الدوحات وهي الخلجان المستديرة، لكن هناك مصادر أخرى تُرجح سبب تسيمتها إلى المعركة الواقعة في نفس المكان إذ كانت تُسمى بـ دوحة المقتلة.

وبرزت الدوحة اليوم كونها من أهم عواصم القرار العربي، ذات التأثير الكبير على على المستوى السياسي والاقتصادي والإعلامي والرياضي على حد سواء، كما أنّها أكثر عواصم العالم العربي نشاطًا، إذ تحولت مدينة الدوحة إلى وجهة للمؤتمرات الدولية فيعقد فيها سنويًا ما يقارب الـ 90 مؤتمرًا دوليًا، فضلًا عن الأنشطة والبطولات الرياضية التي تعززت مكانتها بعد استضافة قطر لكأس العالم 2022، ومن الجدير بالذكر أن قطر تطورت بشكلٍ ملحوظًا في القرن الواحد والعشرين إذ شهدت نموًا كبيرًا في بناء التجمعات السكنية الكبيرة والأبراج الشاهقة، كما أنشئت شبكة كبيرة من الطرق السريعة والأنفاق والجسور.

المناخ في الدوحة

على الرغم من تأثر قطر ككل بالمناخ الصحراوي ، إلّا أنّ درجات الحرارة في الدوحة تكون معتدلة في الشتاء وفصلي الربيع والخريف، أمّا فصل الصيف فيها فهو شديد الحرارة والجفاف ونسبة الرطبوة فيه مرتفعة دائمًا.

الاقتصاد في الدوحة

اعتمد سكان المدينة في القديم على أنشطة اقتصادية بسيطة مثل صيد السمك وحرفة الغوص لاستخراج اللؤلؤ، إلى أنّ تم اكتشاف النفط، وعلى إثره تسارعت التنمية الاقتصادية، فأصبحت الدوحة مقرًا للعديد من الأنشطة الاقتصادية الحديثة، بما فيها البنوك وشركات التأمين والوكالات التجارية، ثم حدثت الطفرة الاقتصادية الكبرى بقدوم البنوك والشركات الاستثمارية الدولية وسلاسل الفنادق العالمية، وذلك لاستغلال قطر الاحتياطي الضخم من الغاز الطبيعي مع بداية القرن الواحد والعشرين.

السياحة في الدوحة

معالم الدوحة السياحية متعددة وتشمل عوامل الجذب التاريخية والثقافية والطبيعية والحديثة على حدِ سواء، فهي من الوجهات السياحية الشهيرة ذات المناظر الساحرة، والتي يقصدها آلاف السياح سنويًا للتعرف أكثر على ثقافة وعادات العرب في الماضي والحاضر، ومن أبرز الوجهات السياحية في الدوحة:

كتارا القرية الثقافية

وهو حيٌ ثقافيّ يعج تراث القطريين فيه من جميع الزوايا، وتم تصميم هذا الحي على الطراز المعماري التراثي ليجمع بين الثقافة والترفيه، أما تسمية كتارا فهي تعود إلى عام 150م، وتحديدًا لخرائط كلاوديوس بطليموس الذي استخدم تسمية كتارا للدلالة على موقع قطر.

متحف الفن الإسلامي

تم جمع مقتينات الحضارة الإسلامية وآثارها داخل هذه التحفة الهندسية، فهو متحفًا استثنائيّ بتصميمه الذي لا مثيل له إذ صممه المهندس المعماري الأمريكي الصيني آي أم بيّ، واستوحى الشكل الخارجي من مسجد ابن طولون في القاهرة. ويجمع التصميم بين رونق العمارة الإسلامية وجمال الأشكال الهندسية الجيومترية، كما أنّ المتحف يحتضن أغلى التحف وأجملها فهو يضم مجموعة ثرية جداً من المقتنيات التي تعود الى 1400 عام، والتي تقدم شرحًا وافيًا عن تطور الحضارات الإسلامية في شتى بقاع الأرض.

قلعة الزبارة والقرية المهجورة

يزيد عمر القرية عن 1700 عام، وهي من أهم الأماكن التاريخية في الدوحة وأشهرها، إذ تضم ملخصًا في ثناياها عن حياة الاوائل الذين عاشوا بها، ومن الجدير بالذكر أنّه تم ضمها لقائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو.

بيرل ولوسيل

وهي سلسلة من الجزر الاصطناعية التي تشكل مدينة متكاملة على مساحة تناهز 4 ملايين متر مربع، وسُميت هذه المنطقة باللؤلؤة، لأنّها حقًا بمثابة الجوهرة إذ تضم مجموعة كبيرة من المتاجر الفاخرة والمطاعم الفارهة، وهي قلب الدوحة النابض، فهي من أكثر المنطاق حيوية فهي الوجهة المفضلة لمحبي الحياة الفاخرة والتي يقصدها آلاف الأشخاص يوميًا.

وأخيرًا، لا يُمكن أبدًا لأحدٍ أن يعود من الدوحة وهو خالي الوفاض، بل سيعود مليئًا بالثقافة التاريخية التي رأها في كل زاوية من زوايا الدوحة، كما سيمتلىء بالحب لمدينة الدوحة ولأهلها الكِرام، وبالتأكيد نأمل بأنّ يكون هذا المقال ذو فائدة لكم.