مدينة زليتن هي مدينة ساحليّة تقع في الحدود الغربيّة للساحل الليبي، وتبعد عن عاصمة ليبيا طرابلس مسافة 150 كيلو متر، وتتميّز بموقعها الاستراتيجي الذي يقع بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، امّا سبب تسميتها بهذا الاسم تشير المراجع التاريخيّة انها كانت تسمى بالماضي باسم يوزليتن، بسبب انتشار اشجار التين في اراضيها
تتميز مدينة زليتن بمناخ شبه استوائي، ويتسم فصل الصيف بالمدينة بأنه حار ورطب وجاف في بعض الأوقات من السنة، امّا فصل الشتاء فيكون بارد وعاصف، وتتراوح درجات الحرارة في مدينة زليتن على مدار العام بين 9-33 درجة مئويّة، وتهطل الأمطار على المدينة بكميّات قليلة بنسبة 23.59 ملم وشهر يناير هو اكثر شهور السنة هطولاً في مدينة زليتن.
يرجع تاريخ مدينة زليتن إلى العهد الروماني القديم، وخضعت مدينة زليتن إلى العديد من حكم الشعوب ومن هذه الشعوب، حتى قام الأمازيغ بحكمها وعملوا على نشر الثقافة واللغة الأمازيغيّة بين سكّان هذه المدينة، واستمرت السيطرة على المدينة حتى وصل الفتح الإسلامي إلى شمال افريقيا وانتشر الاسلام بين سكان المدينة من الأمازيغ، ومن ثم اصبحت مدينة زليتن تابعة للحكم العثماني، وهي من اهم المدن التي ساهمت في نشر الدعوة الإسلاميّة في مختلف المدن الليبيّة والإفريقيّة، وانتشرت المدارس ومجالس الكتّاب التي تهتم بتعليم القرآن الكريم، واصول الدين الإسلاميّة، وبعد انتهاء الحكم العثماني أُحتلت مدينة زليتن والعديد من المدن الليبيّة من قِبل الإحتلال الايطالي الذي ظلَّ مسيطراً عليها حتى منتصف القرن العشرين.
يبلغ عدد سكان مدينة زليتن 240 الف نسمة، وبلغ معدل النمو السكاني في مدينة زليتن بين عام 1975-2015 (78%) وانخفض في عام 2000-2015 إلى (10.7%) وغالبية الأفراد من السكان ذوي اصول امازيغيّة، ومجموعات قليلة من المهاجرين العرب، ويمتهن سكان هذه المدينة المهن العامّة التي توفرها السلطات الإداريّة، أو التي ترتبط بالأعمال الحرفيّة، ويعد قطاع الزراعة من اشهر القطاعات الذي يعمل فيه نسبة عالية من سكان هذه المدينة.
ترجح بعض المصادر والكتب التاريخيّة، إلى ان سبب تسمية المدينة بهذا الاسم يعود إلى ظل التين، نظراً لأن المدينة كانت تشتهر بشجر التين، كما انها كانت منطقة لعبور القوافل، حيث كان يقول الرحالة لبعضهم (نلتقي بمنطقة ظل التين) وثم تم تحريف هذه الكلمة فأصبحت ظليت، والحقيقة ان كلمة زليتن تعني بلاد المخيل وليس بلاد التين، ولكن البعض وجدها مكتوبة في كتب التاريخ القيدمة باسم ظليتن فتوهموا الأمر واسموها زليتن.