يقع إقليم دافور في السودان، ويحده من الشمال الغربي ليبيا، ومن الغرب تشاد، ومن الجنوب الغربي أفريقيا الوسطى، ومن الجنوب جنوب السودان، تبلغ مساحة الإقليم حوالي 493.180 كم2 ، وهي بذلك تُقدّر بربع مساحة السودان، ويضم إقليم دافور خمس ولايات وهي: (ولاية شمال دافور، ولاية غرب دافور، ولاية جنوب دافور، ولاية وسط دافور، ولاية شرق دافور)، أمّا عدد سُكانها فهو يزيد عن 7.5 ملايين نسمة يتزوزعون على ويلاياتها.
تاريخ دافور
كانت دارفور قديمًا مملكة إسلامية مستقلة حكمها عدد من السلاطين كان آخرهم وأشهرهم علي دينار، وكان الإقليم في ظل حكومة فدرالية يحكم فيها زعماء القبائل مناطقهم، حتى سقوط هذا النظام خلال الحكم العثماني، وقاوم أهالي دارفور الحكم التركي لمدة عشر سنوات، وقامت خلال هذه الفترة عدة ثورات من أشهرها ثورة هارون التي قضى عليها غردون باشا عام 1877، وعند قيام الثورة المهدية سارع الأمراء لمبايعة المهدي ومناصرته حتى نالت دافور استقلالها بعد نجاح الثورة المهدية، ولكن هذ الاستقلال لم يدم إذ عادّ وحكم دافور السلطان علي دينار.
التضاريس في دافور
يتميز اقليم دافور بتنوع التضاريس فيها وجمالها الغنّاء، فنجد فيها السهول والتلال المنخفضة من التربة الرملية، والمعروفة باسم غو، وتلال الحجر الرملي، كما نجد الوديان، والتي تتراوح من مجاري مائية موسمية لا تتدفق إلا خلال موسم الأمطار إلى الوديان الكبيرة والتي تفيض غالبًا عند تتساقط الأمطار وتتدفق من غرب دارفور غربًا إلى بحيرة تشاد لمسافة مئات الكيلومترات، كما تحتوي العديد من الوديان على أحواض من الطمي ذات التربة الكثيفة والغنية والتي يصعب أيضًا زراعتها.
ولعلّ أهم مايميز دافور هو جبالها الشاهقة والتي انفردت بها مثل جبال مرة وتلال داجو، بالإضافة إلى المقابس البركانية التي أنشأها النجد تصل إلى ذروتها في فوهة دريبة.
المناخ في اقليم دافور
بطقس معتدل يغلب على مناخ هذه الولاية طابع مناخ البحر الأبيض المتوسط، وذلك بسبب وجود الجبال شاهقة الارتفاع، فيشهد الاقليم تساقطر للأمطار على مدار العام.
الاقتصاد في اقليم دافور
تعتبر الزراعة المَطَرية التقليديّة أو المَروِيَّة من أهم الأنشطة الاقتصادية في دارفور، إذ يعمل فيها 70% من سُكانها ،وتشتهر المحاصيل بتنوعها في دافور فهي تشمل الدّخن، والذرة، والفول السوداني، السمسم، حب البطيخ، الخضار والفاكهة، التمباك، الصمغ العربي، وأهمها القطن، كما تنتشر مهنة الرعي فيها وذلك بسبب انتشار المراعي الواسعة، كما تزخر بالثروة الحيوانيّة التي تتوزع جغرافياً بحسب طبيعة الظروف المناخيّة، ففي بعض المناطق تكثر الإبل، وفي الأخرى تنتشر الأغنام.
أمّا التجارة في إقليم دافور فهي تقتصر على منتجات المواشي والمواد الاستهلاكيّة والمحاصيل الزراعية كالفول السوداني، والكركديه، وتنتشر الأسواق المتنقلة والثابتة بين القرى والمدن في الولاية التي تساعد في ازدهار الحركة التجارية.
ويتمثل النشاط الصناعي بالصناعات المحليّة التقليديّة كصناعة الخزف والفخّار، والحِدادة التي تشمل الحِراب والسّكاكين والفؤوس والآلات الزراعيّة مثل المحراث والمنجل، إضافة لبعض الصناعات الحديثة مثل معاصر الزيوت، الشعيرية، الصابون.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال والذي نأمل أنّ يكون غنيّا بالمعلومات القيّمة.