تعرّف على مقاطعة مرزق في ليبيا

مقاطعة المرزق هي إحدى الدول الليبيّة التي تقع في شمال افريقيا، يحدها من الشمال البحر المتوسط، ومن الشرق مصر، ومن الجنوب الشرقي السودان، ويحدها من الجنوب تشاد والنيجر، ومن الغرب الجزائر وتونس، وتبلغ مساحتها 350 كيلو متر مربع، وتقع على خطيّ عرض وطول (13-25) وهي نقطة التقاء القوافل القادمة من إفريقيا شمالاً والمتجهة شرقاً وغرباً وتمتاز بوفرة المياه نظراً لكثرة الآبار فيها.

تاريخ مقاطعة مرزق

كانت ليبيا قديماً تتبع لنظام الولايات ومن ضمن هذه الولايات كان هنالك ولاية تسمى ولاية فزان، وهذه الولاية تضم عدة مقاطعات من ابرزها مقاطعة مرزق، وكانت ولاية فزان موطن لمملكة جرمة، وفي ما يعد اصبحت دولة مستقلة واسمها دولة اولاد محمد وعاصمتها مدينة مرزق، ثم اصبحت تعرف هذه الولاية بالمنطقة الجنوبية العسكريّة خلال فترة الإستعمار الإيطالي، وخلال الحرب العالميّة الثانية استقلت ليبيا واصبحت مملكة متحدة في عام 1954، تحت حكم إدريس السنوني.

سكان مدينة مرزق

من اشهر القبائل التاريخيّة التي سكنت مدينة المرزق هم الموريسكيون وهم المسلمون الإسبان الذين بقوا على إسلامهم حتى بعد سقوط الخلافة الإسلاميّة وبداية الحكم المسيحي، حيث غادروا الأندلس وتوجهوا إلى شمال افريقيا، وانتشر في اثناء وجودهم الفن الموريسكاوي، امّا بالنسبة للقبائل الأخرى التي سكنت هذه المنطقة، فهم العرب والطوارق والتابو، وقبائل التابو هم من اقدم القبائل التي سكنت هذه المنطقة، وهم احفاد رُعاة الماشية، الذين تأقلموا مع الصحراء، واستمرت سلالتهم إلى وقتنا الحالي، وكان الفراعنة يسمون التابو قديماً باسم التحنو، ووجدوا آثار تعود إلى عصر الملك مينا موحد القطرين، الذي تم تجسيده في لوحة وأمامه مجموعة من البدو بصفات سكان ليبيا وهم راكعين من امامه، وكتب عليهم اسمو التحنو، ومن القبائل الاخرى في مدينة مرزق قبيلة الطوارق أو الرجال الزرق وهو اسم اطلقه الأوروبيون عليهم نسبة إلى ملابسهم البدوية الزرقاء، وهو من رحل البربر، واطلق عليهم الصناهجة الملثمين، حيث يقوم الرجال بوضع اللثام على وجوههم، ولا يُرى منهم إلا اعينهم.

قلعة مقاطعة مرزق

قلعة المرزق هي قلعة تقع في مدينة مرزق، شيّدت في عام 1310، أُسست لتكون عاصمة ولاية فزان، تم بناء هذه القلعة من الحجارة والطين الصلب، وتطل على تل في الشمال الغربي للمدينة، وتضم جناح خاص للسلطان وزوجته ونسائه، بالإضافة إلى مقر للإجتماعات، وغرف خاصة للحرس والعاملين بالقلعة، إلى جانب قاعات يتم من خلالها مزاولة الحكم وسياسة المملكة، ظلّت القلعة مكان للسلطان خلال فترة الحكم العثماني، وبُني بجوارها ساحة للصلاة، وسجن خاص للخارجين عن النظام، وهي احد المعالم المميزة في الصحراء الجنوبي الليبي، ولا تزال القلعة تحتفظ بالمعالم القديمة التاريخيّة فيها على الرغم من أن البناء فيه من الطين، ولكن ما زال يحافظ على بقاءه في وجه عوامل التعرية ويتميز بزخارفه الرائعة وتصميمه المميز.