تعرّف على مدينة تاورغاء في ليبيا

مدينة تاورغاء هي مدينة ليبية تاريخية تقع على ساحل البحر المتوسط، وتتبع لشعبية مصراتة وتبعد عنها مسافة 38 كيلو متر، وتبعد عن طرابلس مسافة 250 كيلو متر، ويبلغ عدد سكان المدينة قُرابة 38.000 نسمة، وفي العهد الروماني كانت هذه المدينة، عبارة عن معبر مهم لتنقلهم، حيث مر بها الطريق الترابي الذي يربط بين مدينة سرت ومدينة تاورغاء إلى بقية القواعد في لبدة وطرابلس وصبراتة.

تسمية مدينة تاورغاء

مدينة تاورغاء هي لفظة أمازيغية مشتقة من الجذر أورغ بمعنى اللون الاصفر الذهبي، ومن هذا الجذر اشتق اسم بني تاورغا وهم احد بطون هوارة، وكلمة تاورغا تعني (الشعب الرعوي المصفر) وتنطق كلمة تاورغاء في لغة البربر الأمازيغية "طامورط تاءوراغت" أي بمعنى الارض الخضراء، ونزح اغلب سكان هذه المدينة إلى مناطق أخرى تاركين وراءهم الرقيق الذين يرجع اصولهم إلى الرقيقي السوداني، الذين جاءوا إلى طرابلس الغرب، كما تعني كلمة تاورغي شحوب اللون واصفراره.

الإقتصاد في مدينة تاورغاء

تتميز مدينة تاورغاء بأشجار النخيل الكثيفة، وبناءًا على ذلك فإن اشهر المنتجات الزراعيّة لديها هي التمور ومن ابرز انواع التمور تمر البرسيل، بالإضافة إلى نبات الديس والحصائر، إلى جانب مجمع الأبقار والدواجن للإنتاج الحيواني، حيث تضمن المشروع في عام 1981 حظائر تبلغ سعتها 600 رأس من الأبقار الحلوب، ومصنع لإنتاج الحليب ومشتقاته، ومجمع لإنتاج لحوم الدواجن، تسع طاقته ل 6 ملايين رأس سنوياً، كما تضم معمل لذبح وحفظ اللحوم ومصنع الأعلاف، كما تضم مشروع زراعي تم تخصيصه للمواطنين، وجميع هذه المشاريع ترتكز على معلم طبيعي وهو عين تاورغاء، وهذه العين تمتد إلى قرابة 10 كيلو متر من المنبع في وسط المدينة باتجاه الشمال، وتتفرع منها سواقي قي جميع الإتجاهات، لتغذية اغلب المزروعات، وتصل مياهها إلى الطريق الساحلي.

جذور مدينة تاورغاء

في قديم الزمان استقرت قبائل لواتة في اجدابيا، وقبيلة هوارة في تاورغاء، ومدينة موزاتة في منطقة ودان، وسارت هذه القبائل إلى بلاد أرميك وطرابلس، وزوارة ونفوسة، والقيروان، وبهذا يعتبر ان اول من استوطن مدينة تاورغاء هم قبيلة هوارة، وتغلب على هذه القبيلة البشرة السمراء، ويرجه تاريخ مدينة تاورغاء إلى خمسة آلاف سنة قبل الميلاد، وتعرضت مدينة تاورغاء إلى الغزو الروماني والإغريقي وفي ما بعد اندثرت عبر مر العصور، وعندما استقر فيها الرومان انشأو فيها ميناء الملفي، وهو اول ميناء في الشمال الإفريقي، بالإضافة إلى قصر الوسيع، وقصر قداس،وقصور غواط كما قاموا يإنشاء السدود المائية في سوف الجين، وميمون، وقداس وأوحيدة والخرجة، وبدأت التجارة في المدينة عبر ميناء مرزوقة، وكان من اهمها تصدير الملح والمواد الأخرى لتلبية احتياجات السكان والمواطنين، وهو يعتبر حلقة وصل ما بين الدول الأوروبية والدول الإفريقية وبعد فترة من الزمن اصبح اهالي المدينة يتعاملون مع مصر في عهد الملك شيشتق الاول والقائد ماريبي السامالوسي، وهم اول من جلب الأبقار إلى مدينة تاورغاء.

عين تاورغاء

هي بحيرة توجد في مدينة تاورغاء، وتبعد عنها مسافة 8 كيلو متر، يحيط بها سور بُني منذ السبعينيات، ويتفرع منها اربعة وديان تغذي المنطقة وما حولها، ويوجد بها جسران يتصاعد منهما الأبخرة والدخان في فصل الشتاء، بالإضافة إلى مزرعة لتربية الاسماك، ويكثر فيها نبات الديس، ونبات البردي، ونبات القصبة، ويستخدم سكان المدينة مياه العين في الغسيل وسقاية الحيوانات، وكان يعتمد عليها المشروع الزراعي والمجمع الإنتاجي للدواجن والأبقار.