تعرّف على مدينة أوجلة في ليبيا

مدينة أوجلة هي مدينة ليبية، تتبع إدارياً لبلدية الواحات، وتبعد عن مدينة بنغازي مسافة 400 كيلو متر من الجنوب، كان اسمها قديماً أوجيلا وهي من المناطق القليلة في العالم التي حافظت على اسمها دون تحريف، ويعود تاريخها إلى ما قبل 10000 سنة، وصفها الإدريسي بقوله" مدينة أوجلة مدينة صغيرة متحضرة فيها قوم ساكنون كثيروا التجارة وذلك على قدر احتباجهم وهي في ناحية البرية يطيف فيها نخل وغلات لأهلها ومنها يدخل كثير إى ارض السودان نحو بلاد كوار ويلاد كوكو وهي في رصيف طريق الوارد عليها والصادر كثير وارض أوجلة وبرقة، ارض واحدة ومياهها قليلة وشرب اهلها من المواجل"

جغرافية مدينة أوجلة

مدينة أوجلة هي مدينة تقع في الجنوب الشرقي من ليبيا، وتبعد عن شاطئ البحر المتوسط حوالي 250 كيلو متر من الجنوب، وتقع بين دائرتي عرض 29 درجة شمالاً، وبين خطي طول 21-22 درجة شرقاً، وهي من المدن القديمة التي وردة اسمها في المصادر المصرية والإغريقية، واشارت النقوش المصرية منذ حوالي 1200 قبل الميلاد بأن سكان المنطقة من قبيلة الناسامويين التي كانت تنتشر ما بين بنغازي وخليج سرت ويمتدون إلى الداخل حتى واحة أوجلة، كما اشار هيرودوت ان قبيلة الناسامويين كانت تترك قطعانها في فصل الصيف على الساحل وترحل إلى مكان يسمى أوجلة لجني محصول التمور، حيث كانت تنمو اشجار النخيل وبأعداد كبيرة، وجميع هذه الأئجار كانت من نوع اسمه اوجيلا.

التركيبة السكانيّة لمدينة اوجلة

يتكون معظم سكان مدينة أوجلة من الاواجلة والزوية والمجابرة، والأواجلة هم لواتة والناموسيين وعدّة من القبائل العربية التي كانت تقطن في شبه الجزيرة العربية، وسيوة وغدامس وزويلة هم اول من استنبت شجر النخيل، ويتشكلوا من اربعة بيوت:

-الزقاقنة:وهم جند امير الواحة، سكنوا حي خاص سُمي باسمهم ونُسب إليهم، وهم من سكان بنغازي وسبها ومرزق وتراغن، وابان الغزو الايطالي هاجر اغلبهم مدينة اوجلة.

-السبخ:هم قبائل سكنوا في وسط الواحة، ثم اقاموا حياً خاص بهم واسموه بالسباخ، والبعض منهم يعود نسبهم إلى الصحابي الجليل الزبير بن عوام ومنهم آل خويلد، نافور، الباكوري الاواجلة.

السراحنة:تسكن هذه القبيلة قرب قبر الصحابي عبدالله بن السرح الذي يعتقد اهل اوجلة انه دفن في واحتهم.

-الحطي:هم قبائل مارسوا مهنة الزراعة، ويعتقد انهم في الأساس كانوا سكان اطراف الواحة.

المسجد العتيق في واحة أوجلة

المسجد العتيق هو مسجد كبير وقديم في واحة اوجلة بُني في عام 666م، على يد الصحابي عبدالله بن أبي السرح، وهو احد المعالم التاريخية في مدينة أوجلة، ومن اقدم المساجد في شمال افريقيا ، يتميز بأسلوب بناءه الفريد من نوعه الذي يتمثل في طراز القباب المخروطي المميز، كما يضم تسعة ابواب، واحد من هذه الأبواب يطل على ميدان قصر أورمان احد المعالم الأثرية القديمة في المدينة، وقُسِّم المسجد إلى خمسة اروقة، وتم تحديد هذا التقسيم بعدد كبير من الاعمدة المتلاصقة بمجموعة اقواس تحمل القبب التي يبلغ عددها 25 قبة، وتكمُن مهمة هذه القِباب في تشيت اشعة الشمس المنعكسة وتجميع اكبر قدر من الهواء البارد في تجويف القبة، بحيث يكون جزء من القبة في الظل وجزء في الشمس، للحفاظ على البرودة الداخلية، كما تمنع هذه القِباب تجمع مياه الامطار على السطح للحفاظ على سقف المسجد من الإنهيار أو تسرب المياه إلى داخل المسجد.