2023-11-07

معلومات عن مدينة حلب السوريّة ... منبع الحضارات

تقع مدينة حلب في شمال الجمهورية السورية، بين نهر الفرات والبحر المتوسط الممتد على الجهة الشمالية الغربية، منها السيول الفسيحة، والعديد من التِلال والأراضي الخصبة، تقع على دائرة عرض 36.2053 درجة شمال خط الإستواء، وعلى خط طول 37.1590 درجة شرق خط جرينتش، تيلغ مساحتها 190 كيلو متر مربع وهي من اكبر المُدن في مناطق بلاد الشام، وقامت على ارضها العديد من الحضارات اشهرها؛ الآرامية، والآشورية، والهيلينية، والرومانية، والفارسية، والبيزنطية، والإسلامية.

المُناخ في مدينة حلب

يسود المُناخ شبه القاري في مدينة حلب، حيث تتراوح درجات الحرارة ما بين 20-18 درجة مئوية، ويبلغ معدل هطول الأمطار ما يُقارب 385 ملم، ويكون هطول الأمطار بين شهري تشرين الأول وآذار، وتصل نسبة الرطوبة إلى ما يُقارب 58%، نظراً لأن الجبال القريبة من البحر الأبيض المتوسط تقوم بحجب تأثيرات المُناخ المتوسطي عن المدينة.

الصِناعة في مدينة حلب

تشتهر مدينة حلب بكونها العاصمة الإقتصادية لسوريا منذ القِدم، إذ تشتهر بالعديد من الصناعات ابرزها؛ النسيج والصناعات الكهربائية والإلكترونية، والصناعات التقليدية العريقة مثل النقش على الزجاج والنحاس، امّا بالنسبة للتجارة في المدينة فهي تتميز بالعديد من المنتجات التي تقوم بتصديرها، من ابرزها تجارة الفستق المعروف باسم (الفستق الحلبي) الذي يتم تصديره بوفرة إلى كافة الدول، وتجارة صابون الغار، وهو من اجود انواع الصابون في العالم الذي يصنع بالطريقة التقليدية التراثية، بالإضافة إلى تجارة زيت الزيتون، وتحديداً الزيت العفريني.

تاريخ مدينة حلب القديم

ما زال البحث عن تاريخ مدينة حلب إلى يومنا هذا أمر في غاية الصعوبة والتعقيد، حيث يصعُب معرفة عمرها الدقيق، إذ يعتقد أن سكانها الاوائل بنوا منازلهم على التل وسط المدينة الحديثة، وكانت مدينة حلب في القرن الثامن عشر عاصمة مملكة العموريين، وخلال القرن الرابع عشر وحتى القرن السابع عشر خضعت لحكم الحشيين ثم حكم المصريين ثم الميتانييين، إلى ان عاودت احتلالها من قِبل الحثيين مرة اخرى وحصلت على الإستقلال يوصفها إمراة حثية، وفي اوائل القرن الثالث قبل الميلاد سقطت مدينة حلب في أيدي السلوقيين الذين قاموا بتأسيس مستعمرة مقدونية واطلقوا عليها اسم "بيرية"، وفي القرن الأول تم ضم مدينة حلب إلى مقاطعة سوريا، وتأسس فيها مجتمع مسيحي وازدهرت المدينة في ذلك القوت بوصفها مركز لحركة مرور القوافل في ظل الحكم البيزنطي، وفي عام 540 تعرضت للنهب والحرق على يد الملك الفارسي الساساني خسرو الأول.

مدينة حلب حديثاً

مع مرور وتعاقب السنوات، ازدهرت مدينة حلب بشكل كبير، حتى اصبحت تزخر بوجود العديد من البساتين والمساحات الخضراء الواسعة التي نمت فيها حقول القمح، وضمت قلعة من اهم القِلاع في سوريا وهي قلعة حلب التي تعود إلى القرون الوسطى، وتقع على تل من صنع الإنسان في وسط المدينة، ويبلغ ارتفاعها 40 متر، يحدها من الجهة الغربية اسواق تمتد عبر شوارع ضيقة، يتجمع البائعون فيها حسب نوع التجارة مما يشكل ازقة مخصصة للبضائع تتصمن الملابس والمنسوجات والجلود والتوابل والصابون، كما ازدهرت الصناعة في المدينة بشكل كبير، حتى اصبحت تضم حياكة الحرير وطباعة القطن، وصناعة الصابون والأصباغ وإعداد الصوف والفواكة المجففة، وزراعة القمح، والقطن والشعير والخضراوات والسمسم، وتتألف التركيبة السكانية لمدينة حلب من السكان المسلمون السنة، وعدد كبير من العلويين والمسيحيين، إلى جانب المجتمع الأرمني الذي نشأ في المدينة عقب الحرب العالمية الأولى.

المعالم السياحية في مدينة حلب

قلعة نجم الدين

هي قلعة تقع في شمال شرق مدينة حلب، على ضِفاف نهر الفُرات، وهي من المعالم السياحية الحيوية التي تجذب العديد من السيّاح من جميع الأماكن، إذ تضم طابع معماري مميز، يحيط بها سور خارجي يتراوح عرضه ما بين 8-9 امتار ويصل عمقه إلى 7 امتار، وتضم القلعة 3 طوابق تحتوي على مستودعات وابراج دفاع وممرات سريّة، وخزانات المياه.

قلعة حلب

قلعة حلب هي من اكبر واقدم القِلاع في مدينة حلب، ومن اشهر المعالم السياحية فيها، يعود تاريخ انشاؤها إلى العصور القديمة، وتضم بناء ضخم، يحتوي على ابواب وقاعات للدفاع وغُرف للذخيرة، وعدد من الأبراج التي تعود إلى حضارات مختلفة سكنتها عبر مر العصور، وقاعة العرش الداخلية التي تضم نقوش وزخارف حجرية، وفي عام 1986 قامت منظمة اليونسكو بضم قلعة حلب إلى مواقع التراث العالمي.

مسجد العادلية

مسجد العادلية هو عبارة عن مجمّع مساجد يقع في قلب البلدة القديمة في مدينة حلب، وهو من اقدم المساجد العثمانية في مدينة حلب، سمي بهذا الإسم نسبة إلى وقوعه بالقرب من قصر الحاكم ودار العدل، ويتمتع هذا المسجد بزخارف اسلامية مميزة، ومئذنة شاهقة تعكس فن العمارة الإسلامي في المدينة.

المسجد الأموي الكبير

هو مسجد تم بناءه في بدايات القرن الثامن الميلادي، وهو واحد من اقدم المساجد في مدينة حلب، يضم في داخله مُصلّى قديم وفناء فسيح يقع في وسطه نافورة مياه جميلة ومِئذنة زقبة خارجية صغيرة تشبه في شكلها القُبة الواقعة في مسجد قبة الصخرة في القدس.