مدينة الداير وتسمى ايضاً بني مالك وهي من المدن التي تتبع لجازان في المملكة العربية السعودية، تقع في الجهة الجنوبية الغربية من المملكة وفي الشمال الشرقي من منطقة جازان بين خطي طول 43.18 باتجاه الشرق، وخط عرض 17.32 باتجاه الشمال، ويبلغ عدد سكان المدينة قُرابة 100 الف نسمة، يحدها من الجهة الشمالية وادي الحياة الذي يتبع لمنطقة عسير وجبال الهروب، ومن الجهة الشرقية الربوعة (قبائل التليد) ومن الجهة الغربية والجهة الجنوبية تحدها محافظة بنغازي وجبل فيفا، ومن الجهة الجنوبية الحدود السعودية مع اليمن.
تتمتع مدينة الداير بخصائص جغرافية فريدة من نوعها، حيث توجد فيها العديد من الجبال التي تفصل بينها أودية عميقة وغطاء نباتي ذات منظر طبيعي خلّاب، كما تشتهر المنطقة بكثرة المدرجات الزراعية فيها التي تزرع فيها الحبوب مثل الذرة والعديد من أشجار الفاكهة مثل الزيتون والعرعر والموز والبرتقال والجوافة بالإضافة إلى الأشجار العطيرة مثل البعيثران والكاذي، ومن أبرز الجبال فيها هو جبل طلان الذي يبلغ ارتفاعه قرابة 2195 والذي يتسم بالمناخ البارد، بالإضافة إلى العديد من الجبال الأخرى منها جبل خالد وجبل الحشر والمصيطف والعريف والثاهر، ومن أبرز الأودية في المدينة هو وادي الضمد ووادي الدفا ووادي الجوري.
يتسم مناخ مدينة الداير بأنه مُناخ بارد في فصل الشتاء وحار في فصل الصيف، بمعدل درجة حرارة لا تقل عن 28 درجة، خاصةً في الأماكن الجبلية، امّا في الأودية فيكون الطقس حار نسبياً، وتتساقط الأمطار بشكل عام في فصل الشتاء، وغالباً ما تكون هذه الأمطار غزيرة.
-العين الحارّة: وهي عين تتدفق من بين الصخور وتكون درجة الحرارة فيها عالية جداً تصل إلى 90 درجة تقريباً، وتقع هذه العين في شعيب بين الصخور البركانية في وادي الضمد، وتبعد عن مدينة الداير قُرابة 20 كيلو متر، وتوجد فيها العديد من البرك والمسابح، ويتوافد إليها الناس بقصد التشافي من الأمراض الجلدية.
-موهد: وهي عبارة عن تكوين بركاني كبير يعترض مجرى وادي الضمد، ويتراوح عرضه ما بين 2-3 متر، ويبلغ طوله 1 كيلو متر، وتتشكل فيه العديد من الشلالات بالقرب من العين الحارة بقرابة 2 كيلو متر، وتجري فيه المياه بغزارة طوال السنة.
-القُرى الأثرية: تشتهر مدينة الداير بالعديد من القُرى الأثرية، التي تحتوي على أبراج مستديرة ومربعة عالية ومبنية من الحجارة، ويصل إرتفاع هذه الأبراج قُرابة 10 أدوار مصممة بأشكال هندسية، وكانت هذه القُرى تستخدم للسكن والأغراض العسكرية، ومن هذه القُرى الثاهر والخدور والموفا والعصيمة والولجة والمسيجد والمثيهد.
-المسيجد: هي قرية أثرية تقع في جنب شرق بني مالك، وهي من اروع العمران التي تعتمد في بناءها على الصخور، ويدل الإبداع في تصميم تلك العمران على ثراء السكان في المدينة وعلو مكانتهم.
-قلعة الموفا: هي قلعة أثرية تم تصميمها عند قمة أحد التلال، تُحيط بها الصخور من ثلاث جهات، ولا يستطيع أي احد الوصول إليها إلا من جهة واحدة، والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى نوع البناء الإستراتيجي، كما تم تصميم هذه القلعة بشكل رائع يحيط بها برجان طويلان يستخدمات للمراقبة، وتزين الشرفات فيها بحزام دائري من المرو.