قصر الباهية في مراكش..تحفة معماريّة

قصر الباهية هو من اكثر القصور فخامة في مدينة مراكش المغربيّة، يقع بالتحديد على طول شارع رياض زيتون الجديد باتجاه الجنوب الشرقي من جامع الفنا، بُني هذا القصر في عام 1867 للميلاد بأمر من الوزير احمد بن موسى، واستغرق بناء القصر 10 سنوات، وتم تصميمه على مرحلتين حتى ظهر بهذا الجمال، وأشرف على بناء القصر أشهر مهندسي المغرب، وقام الوزير بجلب أمهر الصناع والحرفيين المتواجدين في المغرب لبنائه، وبعد وفاة الوزير ورث القصر ابنه بو أحمد وسار على نهج والده وأمر بتوسيع القصر وتزيينه بهدف استيعاب القصر لزوجاته الأربعة، وفي عام 1965 وعندما حصلت المغرب على استقلالها عن فرنسا، أُتخذ القصر كمقر لإقامة العائلة الملكيّة إلى حين نقله من قبل الملك حسن الثاني تحت شؤون وزارة الثقافة المغربيّة ليكون رمز سياحي ثقافي.

اجزاء قصر الباهية في مراكش

-الرياض الكبير: هو عبارة عن حديقة داخلية واسعة، تطل على فنائين وقاعتين كبيرتين، وهو الجزء الأقدم في قصر الباهية، يعكس هذا التصميم الرفيع جمالية الفخار المغربي زليج، والأسقف مصنوعة من خشب الأرز المنحوت والمُزين بأنماط عدّة رسمت عليها.

-الفناء الكبير: كان هذا المكان في بادئ الأمر مخصص كمستودع للخيول وحديقة، وبعد ذلك تم تجهيزه وتحويله إلى مكان لإقامة الزوجات وأطفالهم، ويتميّز هذا الفناء بأنه مبلط برخام كاراري وزليج، وينفتح على قاعة المجلس الواسعة، مع نوافذ مميّزة بزجاج عراقي، وتبلغ مساحة هذا الفناء قُرابة 1500 متر مربع.

-الرياض الصغير: تم بناء هذا الرياض حول حديقة صغيرة غنية بالنباتات تتخذ شكل المربع، ويتميّز هذا الرياض الصغير ببنيته الكلاسيكيّة وزخرفته ونباتاته، وفي عام 1912 تم إجراء تحسينات وتعديلات على قصر الباهية من قبل الجيش الفرنسي، حيث تمت إضافة مدافئ في الأيّام الباردة في فصل الشتاء في مراكش، وتم تركيب الكهرباء في القصر.

يتكوّن هذا الفناء من جدران بيضاء وأرضيّة من رخام كاراري أبيض وزليج مزينة في وسطها بنافورة، والمباني في الفنا الصغير اقل تزييناً من المباني في الرياض الصغيرة والكبيرة مع نقوش خشبيّة رائعة وحدائق غنيّة، واستخدم تلك الفناء الصغير كإحدى المساكن الخاصّة لباحمد، وكانت الغرف مخصصة لزوجاته، وخلال الإحتلال الفرنسي تحوّل هذا الفناء إلى مكان لإقامة الضباط الفرنسيون.

الأجنحة والقاعات في قصر الباهية في مراكش

يضم قصر الباهية العديد من الأجنحة والقاعات والأحواض والحدائق بالإضافة إلى الملحقات والمنتزه والحديقة التي يوجد في منتصفها صهريج يعرف باسم أكدال باحماد، ومن اهم اجنحة تلك القصر جناح الرياض الذي يتميّز ببنائه الذي يشبه المدارس العتيقة، حيث كانت أروقته عبارة عن أفاريز خشبيّة ومميّزة بألوان زاهية وطبيعيّة، وكان الفناء يتكون من الرخام البني والزليج وفي منصفه نافورة وما حوله مجموعة من القاعات التي سقفها مزيّن ومزخرف بشكل متميّز وجميل، وهذا الجناح كان يعد ديوان لباحماد الذي كان يقوم فيه بإدارة شؤون الدولة ويستقبل به رجال الدولة، وامّا في الناحية الشمالية من القصر يوجد قاعة كبرى تشتمل جدرانها على ابيات من الشعر وهي مكتوبة على الجبس، ويوجد بها مجموعة من النوافذ التي تطل على حديقة صغيرة تسمى بالحديقة الأندلسيّة، بينما في الجهة الشرقيّة من القصر يوجد ساحة الرخام الكبرى وهي من اكبر ساحات القصر.