مدينة سميراء هي مدينة سعوديّة تقع في المملكة العربيّة السعوديّة، تحديداً في منطقة حائل بالقسم الجنوبي الشرقي منها، وتبعد عن مدينة حائل مسافة 120 كيلو متر ، وترتفع مدينة سميراء عن مستوى سطح البحر مسافة 1970 متر، وتصل مساحتها إلى حوالي 15,000 كيلو متر مربع، وتضم عدد كبير من القُرى التي تتبع لها، ويُقدّر عدد سكّانها بحوالي 12 ألف نسمة، وكان سكّان المدينة قبل الإسلام من بني أسد الذين اشتهروا بمآثرهم التي خلدها التاريخ.
أولت المملكة العربيّة السعوديّة اهتمامها الكبير في تقديم العديد من الخدمات، حيث تم إقامة مستشفى حكومي، ومركز البلديّة، ومركز للإمارة، ومركز للدفاع المدني، ومركز آخر للشرطة والمرور، بالإضافة إلى وجود مركز للبريد، والعديد من المرافق الحكوميّة الأخرى، وفي الآونة الأخيرة تحولت المدينة من صحراء قاحلة إلى مجمع مائي ضخم نظراً لهطول الأمطار عليها بكميّات كبيرة، وبالتالي أدى إلى ظهور شعاب، وغُمرت طرق مدينة سميراء بالمياه بشكل كامل.
تضم مدينة سميراء عدد كبير من السكّان حيث يبلغ عدد السكّان في المدينة حوالي 12000 نسمة، وجميعهم شاركوا في حروب مختلفة قامت على أرض المدينة، كما تتكون المدينة من مجموعة من القبائل التي تم تقسيمها وفقاً لإنتماء المجموعات السكانيّة الفرديّة إلى بعضها البعض، ففي العصر الجاهلي كانت المدينة معروفة لجميع سكّانها بمدينة بني أسد الذين عُرفوا بتاريخهم العريق طوال حياتهم، وفي يومنا هذا حدثت العديد من التغيرات الكبيرة في المدينة حتى أصبح معظم السكّان فيها من عنزة التي تقع في بلدة الجالود، وهي تضم عدد كبير من السلم الذين ينتمون إلى قبيلة معروفة منذ زمن طويل وهي قبيلة بني تميم التي يطلق عليها شعب بشارما، كما يقطُن في المدينة قبيلة تسمى قبيلة حرب اشتهرت بهذا الإسم بسبب حروبها العديدة التي تخوضها في أي وقت، كما أنتجت المدينة نخبة مميّزة من الشعراء الذين برعوا في مجال الشعر والتلاوة ومن أشهرهم الشاعر بشير التميمي الذي انتشرت اشعاره بسرعة عالية في المملكة العربيّة السعوديّة.
مسجد الجالود هو من أكبر المواقع الأثريّة في مدينة سميراء، حيث بُني هذا المسجد على طراز ضخم وقديم، ويقع في وسط مدينة سميراء في منطقة حائل، حيث تم بناؤه في عام 1175، وهو مسجد له أهميّة تاريخيّة كبيرة فهو من أقدم المساجد التي شُيدت في مدينة سميراء، وكان هذا المسجد متخصص لأداء مناسك الحج والطواف لذلك أصبح المقر الرئيسي للحجاج الذين يأتون من الدول المُجاورة، وتم بناء المسجد من الطين الذي يُصنع لحماية المسجد من عوامل الطقس، والطين مُحاط ببعض الحجارة لحمايته من السقوط والإنهيار، امّا سقف المسجد تم بناؤه من الألواح الخشبيّة ووضعت فوقه طبقة من الحديد لمواجهة أشعة الشمس الحارقة والظروف الجويّة المختلفة التي قد تتسبب في إنهيار المسجد، وفي الفترة الأخيرة تم ترميم هذا المسجد حفاظاً على بقاءه وراعت الجهة المسؤولة عن ترميمه الحفاظ عليه دون التغيير في أجزائه.